كيف ولماذا نعيد ذكر التاريخ القديم بويلاته

 

المشرف العام

كيف ولماذا نعيد ذكر التاريخ القديم بويلاته

3/6/2011 - 5:28 م     1342

بسم الله الرحمن الرحيم


الليلة الرابعة


كيف ولماذا نعيد ذكر التاريخ القديم بويلاته









اللجنة الإعلامية لمسجد الإمام الجواد – معصومة المقرقش


تواصلا للشعائر الحسينية المقامة بمسجد الإمام الجواد عليه السلام بحي قرطبة
تابع سماحة الشيخ محمد المشيقري إحياء الليلة الرابعة تحت عنوان " كيف ولماذا نعيد ذكر التاريخ القديم بويلاته " حيث استشهد بقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : " أي بني أني وأن لم أعمر بعمر من كان قبلي ولم أكن موجوداً في زمن فرعون , ولكني فعلت فعلا كأني عشت فيهم ..... الخ قول الإمام عليه السلام .


وبدأ حديثه بالقول أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وميزه في خلقه عن كل المخلوقات أن أودع فيه قوة الإدراك والاختيار , فهو يختار فعله , والمساحة التي أعطيت للإنسان من الاختيار المطلق لم تعطى لغيره من المخلوقات فهو ُخلق خاليا من كل شيء فتتشكل شخصيته وحياته وسماته اختيارياً , فيمكن أن يكون أكثر الناس نفعا أو يمكن أن يكون أكثرهم ضررا وممكن أن يكون صالحا ويمكن أن يكون طالحاً وهو يملك من الاختيار مايمكنه على قهر نفسه لو أراد أن يروضها على أمر لا يريده فإنه يقدر على تركه وذلك أن المساحة التي أعطي فيها الإنسان من الاختيار والإدراك والتفكير والعقل ثم اختصر سماحته بقوله :
" الإنسان عجينة قابلة لتشكل بكل قالب " ضاربا على لك مثالا واضحا في حال البهائم العشبية التي لا يمكنها أن تقدم اختياراً بين العشب وأكل اللحم لأنها بالأساس لديها حصة معينة من الاختيار لا تتعدى التغير والتطوير , لهذا نقول آن فعل الإنسان له قيمة عالية واثر عظيم , وهي لا تكون لأفعال غيره من المخلوقات إلا بالقدر الذي يكتشف به السلوك ومن هنا تأتي أهمية دراسة التاريخ .
بعد أن قدم سماحته هذه المقارنة البسيطة بين الإنسان وغيره من المخلوقات بدا بأول عنوان بحثه قائلا: " هل يهمنا أن نتكلم عن أحدث أمم قد مضت بويلاتها ونحن غير محاسبين على مافعله الأوائل لا سيما أن بعض الأحداث حصلت في منطقة جغرافية بعيدة عنّا وفي زمن غير الزمن الذي نعيش فيه فلماذا هذه العناية لمثل هذه الأيام بحدث تاريخي قد مضى عليه مايزيد على ألف سنة , وفي منطقة جغرافية غير المنطقة التي نعيش فيها ؟


ولماذا هذا الاهتمام بالحدث التاريخي والحال أنه ليس إلا واقعة تاريخية ماشأنها بسلوك وعقيدة ويوميات الفرد وهل ما يربط الإنسان نفسه إلا بما له علاقة بفعله وبحاله ؟
فلماذا العناية بكربلاء وما علاقة الدين بقتل يزيد للحسين أو لم يقتله ومثل لك حديث السيدة الزهراء ( ع ) كُسر ضلعها أم لم يكسر ؟
ثم توجه سماحته بمناقشة تلك النقاط التي أثارها في بداية بحثه واضعا لها ثلاث نقاط أساسية هي:
1- فهم حقيقة التاريخ .
2- كيفية استنطاق الحدث ومعرفة التفاصيل.
3- الفوائد المترتبة على الاستنطاق .


أولا: فهم حقيقة التاريخ .


يعرف التاريخ أنه الزمن الذي ينتقل فيه الإنسان بأفعاله , وقد عُرف أنه " فعل الإنسان بالزمن " سواء كان هذا أو ذاك مرده إلى الحدث المعين الذي وقع في زمن معين " .

بمعنى أن تاريخ غير الإنسان غير مهم, فالخراف مثلاً طوال فترة تاريخها لم تتغير في أسلوب حياتها وشخصيتها وسلوكها على عكس تاريخ الإنسان الذي هو مهم بالدراسة لأنه يحكي عن النفس والثقافة, فكيف نبحث عن تاريخ الإنسان وكيف نحلله ؟ فالإمام علي عليه السلام وضع لأبنه الإمام الحسن نظم والتي تأخذ منها نحن الأسلوب الأمثل لأخذ التاريخ حين قال: "
ثم واصل سماحته شرح حديث الإمام عليه السلام بقوله : " أهم ما ينبغي أن يقوم المؤرخ والباحث التاريخي , أن يثبت الأحداث وأن ينقلها أو يصلها كما هي أن أمكن وهنا ربما يقال أن في كربلاء روايات غير صحيحة , وقد ذكر في الليلة الماضية أن التاريخ لا يتعامل معه بصحة السند لأن العلماء لم يثبتوا رواياتهم بالسند بل باللفظ المنقول عن المعصوم لعنايتهم به لهذا لو خضع تاريخ حادثة الطف لوجدنا انه من أوثق الأحداث التاريخية قاطبة فلم توجد واقعة من الوقائع اعتنى بها المؤرخون مثلما اعتنى بواقعة الطف , لاعتناء المعصومين عليهم السلام بكل إحداثها خاصة عمن عاش الحدث ومن نقلها يكون في نقله ضررا عليه خاصة تسجيل اعترافات القاتلين للإمام الحسين فعدت هذه من قرائن الصدق .


ثم انتقل سماحته للنقطة الثانية وهي " قيمة وجود الأثر التاريخي " وأهميته العالية في تثبيت التاريخ لاسيما وهو يحكي عن حدث قديم لهذا يخطئ من يفكر أن يزيل أثار العظماء وماله علاقة بالأحداث التاريخية لهذا شاء الله تعالى أن يحفظ للحسين عليه السلام اثر ينقل منه المؤرخين الأخبار لو تعاملوا معه من حيث القيمة التاريخية لكان المنقول من كربلاء أقوى من أي منقول تاريخي آخر هذا أولاَ.


ثانياً : حفظ الآثار


فكربلاء حفظت آثار المعركة بكل تفاصيلها ومن أهمها مكان حز نحر الإمام الحسين ومكان دفنه إلى موضع قطع يد العباس عليه السلام اليمنى واليسرى , والتل الزينبي مما يزيد الشأن في حديث الطف من القيمة التاريخية وأدوات مهمة يستخدمها المؤرخ في نقل الحدث التاريخي على عكس ذلك حادثة كسر الضلع الذي ضاعت فيها المعالم التاريخية ولم يحفظ فيها الأثر كضياع بيت الزهراء وبابها وربما كان لذلك ( حكمة من الباري عز وجل ) أن يظل حديث الزهراء عليها السلام معدوم الأثر من خلال غياب القبر الشريف عن أنظار عيون المحبين والموالين وعيون كل العالم .
وغياب هذا الأثر مما يدل على أن هناك قرائن تدل على عظم ماجري للسيدة الزهراء من أحداث عظمية من ظلم وجور وقهر فأخفي القبر .
انتقل سماحته بعد هذا التسلسل المرتب إلى نقطة أخرى وهي كيفية استنطاق الحدث بقوله: " هناك عدة آثار مهمة في استنطاق التاريخ وذلك كما ذكر سابقا في مقدمة هذا البحث أن الإنسان كائن مختار يسيره نحو أفعاله الذوق العام لهذا نقول أن آثار الحضارات نصل إليها من خلال نمط التفكير في نظرة الشعب للحياة وأن التاريخ مخزون معارف القران لأن القران الكريم ومافيه من شهود هو أحوال للشهود وتقلبات الصالحين والطالحين , فالتاريخ وحده يكفي لكشف أسرار الشعوب ومقدار تدين الناس يكشفه الحدث التاريخي , كما أن إرجاع الأحداث التاريخي أو الأسباب الطبيعية له القيمة العالية في كشف الملابسات والحقائق التاريخية ممثلاَ على ذلك بسؤال حول المتسبب الحقيقي في قتل الإمام الحسين عليه السلام ومجاوباً أن الذي يقوى على الإجابة على هذا السؤال هو ( الحدث التاريخي وحده ) .


بعدها انتقل سماحته للخوض في حديث حول خوف البعض من الخوض في حديث كربلاء وعدم جراءتهم في استنطاق الحدث وجعله في المنهج التاريخي ووصال طرحه المتعجب من هذه الجماعة التي تخدر وتجعل لها حاجز عاطفي يمنعهم من التكلم في كيفية ماجرى على الإمام الحسين من قتل ومشددا على أن هذا السكوت له أسرارا وإذا كشفت هذه الأسرار أنهدم معها الكثير من الثوابت , بينما نحن لا نخاف من نقل التاريخ كما هو لنرجع الأسباب لمسبباتها الواقعية والتي كانت كربلاء أهم نتاج هذه الحقائق والأسرار منذ عدة سنين قبل قيامها نتيجة تولى الخلفاء السلطة فكانت كربلاء نتيجة أخطاء تراكمية وخيبات أمل أدت إلى إيجاد جماعة فاسقه حكمت العامة المؤمنة سكير خمير أسمه ( يزيد بن معاوية ) صار لقبه أمير المؤمنين ولا قيمة له في سوق الحقائق غير قتل الأبرياء والنفس المحرمة بحيث أن صار ( عبيد الله بن زياد ) الأمر والناهي في حين أنظروا إلى رجالات الدين وأصحاب الدين وكيف اختارهم الإمام الحسين ومنهم صاحب هذه الليلة مسلم بن عقيل الذي قال عنه الإمام : " هذا المفضل من أهل بيتي مسلم بن عقيل " .
وختم المجلس بقراءة ميمونة لمصرع سفير الإمام الحسين مسلم بن عقيل وهاني بن عروة في أزقة الكوفة .



عظم الله لكم الأجر وأحسن الله لكم العزاء بمسلم بن عقيل


  

   أضف مشاركة

حفل تخرج 1440 هـ


محرك البحث

مواقع التواصل الاجتماعية

صور عشوائية من معرض الصور

حفل تخريج الدفعة الثانية عشر 10
زيارة سماحة الشيخ ابراهيم العجمي مع مجموعة من المؤمنين العمانيين من أهل الافراض
عقد قران الولد مجتبى 6
كلمة سماحة الشيخ في حفل تخريج دفعات الخطابة للقسم النسائي عام 1438
عاشوراء 1432 - سيهات -  مسجد الإمام الجواد 2
حفل تخريج الدفعة الحادية عشر
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
حفل تجريج دفعات الخطابة للقسم النسائي 1438
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432

تغيير القالب