المنبر الحسيني منبعٌ لفيوضات الرحمن .. ومدرسة يستنير بفكرها، كل طامحٍ لنَيل الرِّفعةِ، وكل مُتعطشٍ لمنهَجِ الحق الأصيل. ومُنطلَقٌ يُحلِّق من رِحابِه الدارِسونَ فيصِلُ بِهم إلى شواطئِ العُلومِ الباقيةِ النافِعةِ المُنجية ، فكُلُّ من يأمَل أن يرتقي سُلَّمه المبارك يحمِل في قلبه شُعلةَ العشقِّ المُتوقِّدة من نور النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله الأطهار.

ولأهميةِ المنبر الحسيني وقدسيته وضرورة التأدب بآدابه؛ فقد نظم معهد الزهراء للدراسات والتدريب في سلطنة عمان دورة في تعليم الخطابة الحسينية للمستوى الأول (للذكور والإناث) والتي ألقاها ونظمها سماحة الشيخ الفاضل: محمد المشيقري.

وقد استمرت الدورة لمدة 10 أيام، حيث بدأت بتاريخ 26/ يناير/2013 وانتهت بتاريخ 6/فبراير/2013 متناولةً منهجاً متكاملاً يحتوي على مواضيع أساسية في تنشئة الخطيب الحسيني ووضعه على بداية الطريق للبدء في مشوار خدمة سيد الشهداء عليه السلام.

ومن أهم النقاط التي أُلقي الضوء عليها في هذه الدورة:

- إشارات تربوية وسلوكية.

وقد تناول هذا الباب أهم الصفات النفسية التي يجب أن يتحلى بها الخطيب من إيمانٍ وورعٍ وقدوةٍ حسنةٍ وإخلاصٍ ومراعاةٍ لحقوقِ ذوي الحقوق. كذلك تحدث هذا الباب عن المؤهلات العلمية والفنية التي يجب أن تكون متوفرة في خطيب المنبر الحسيني.

- تعليمُ الأطوار.

وقد عُرِّفَ في هذا الباب أقسام المنبر الحسيني مع تفصيل وبيانٍ لمعنى كل قسمٍ وما يحتويه، ومن ثمَّ ينتقل الحديث في هذا الباب ليُبيِّنَ معنى الكلام الصوتي مع شرحٍ توضيحيٍ لكيفية خروج الصوت والحروف من أعضاء جهاز النطق المشارِكة في هذه العملية، وكذلك شمل هذا الباب الشرطين اللذين يجب أن يتوافرا لضمان حسنِ أداء الخطيب.

الشطر الثاني من هذا الباب اشتمل على أهم الأطوار الأساسية في المنبر الحسيني وقد انقسم إلى قسمين:

أ‌- أطوار الشعر الفصيح وهي: الدَّرج ، المُثكِل ، الحَدي ، التَّخميس ، التَّواشيح.

ب‌- أطوار الشعر الدارِج أو العامِّي وهي:

- الأطوار البحرانية (الخليجية): الأطوار الفائزية ، الطور الشيالي.

- الأطوار العراقية : الزَّريجي ، النصَّاري ، العاشوري.

وأيضاً من الجدير بالذكر بأن هذا الباب قد تناول كيفية الربط بين أقسام المنبر الحسيني ، وكيفية طرح المصيبة ، كما وأنه اشتمل على كيفية قراءة المواليد.

- فنون التحضير والإلقاء.

وتناول هذا الباب أهم الأسس التي تبنى عليها المحاضرة المميزة وكيفية ترتيب المعلومات سواءً أكان الموضوع من المواضيع التاريخية أو من مواضيع الوعظ.

كما احتوت الدورة على امتحانين تطبيقي للرجال وتحريري للرجال والنساء وقد تخرج من هذه الدورة من الرجال كل من :

• منتظر أحمد اللواتي
• أحمد عدنان اللواتي
• علي محمد رضا اللواتي
• جعفر محمد الخابوري
• عبد الغفور الشيباني
• حمزة مصطفى اللواتي
• أسامة عدنان اللواتي

ومن النساء كل من :

• اسماء علي ابراهيم
• مريم حسن عبد الخالق
• عواطف أم محمد
• رقية عامر الرحبي
• فاطمة أم اسامة
• م على حمعة
• عقيلة حسين العبدواني
• أم مصطفى العجمي

لقد سجلت الدورة نجاحاً مكللاً بتوفيقٍ من اللهِ وبركاتٍ من أهل البيت عليهم السلام .. حيث تمثل هذا النجاح في إجادة المنتسبين للأطوار المختلفة ومعرفة الفرق ومواطن المد بينها ، وكذلك قدرتهم على إعداد موضوع متكامل مع ترتيب فقرات المحاضرة ووضعها في الموضع الصحيح.

ومن الواجب أن نسطر الشكر الجزيل مع دعواتٍ صادقةٍ للشيخ محمد المشيقري على الجهد الذي بذله في إعداد هذا المنهج الرائع الذي جمع بين السهولة والبساطة وبين الشمولية في المحتوى ، وكذلك ركَّزَعلى الجانبين النظري والعملي. فأما الجانب النظري فقد تمثَّلَ في الأبواب الثلاث التي ذُكِرت سابِقاً ، وأما الجانب العملي فقد تمثَّلَ في وضوح وسلامة قراءة الأطوار وتِبيانِ مواطن المد والوقف فيها وفي التفاعُل الصفي والأنشطة المختلفة.

إن استمرار هذه الدورات والعمل على إنجاحها لهو كفيلٌ بتأسيس شبابٍ واعٍ متمسكٍ بأهل البيت الأطهارعليهم أزكى صلوات الله ، مما يضمن السلامة في الدين لمن سيأتي من الأجيال المستقبلية ويمهد طريقاً للإتصال بنور الله المبين ووراث أرضه وحجته الظاهرة أنوارها.. فما أحوجنا لهذه الدورات..!

بقلم .. خادمة الحسين (ع) : مريم حسن عبدالخالق.