مسجد الإمام الجواد (ع) – سيهات
تصوير: رضا الشافعي
تقرير: معصومة المقرقش



جاء في الأثر :"اللهم أني أسألك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها" .



طرح فضيلة الشيخ محمد المشيقري ضمن سلسة مواضيعه المخصصة لشهر محرم الحرام هذا العام في مسجد الإمام الجواد مسألة الدعاء وطلب الحاجات من الله وكيفية التوجه إليه مؤكدا أنها مسألة وقع فيها الخلاف والاختلاف بين المسلمين .


وقال ردا على من يقول أن التوسل بدعة وأن الاستغاثة بالميت شرك, أنه لا يوجد دليل قطعي على تحريم التوسل , بل أن الصحابة مارسوه في حياة الرسول الله (ص) ومارسه عمر بن الخطاب حسب ما جاء في مسند احمد بن حنبل عن رواية القاضي النيشابوري في المستدرك عن الصحيحين على شرط الشيخين البخاري ومسلم في الاستسقاء , مشيرا إلى أن إنكارها مبالغة وجهل , لأن الصحابة في عهد النبي توسلوا به واستجاب الله دعواتهم .



موضحا أن هذا الأمر لا علاقة له بالعقيدة بل الاختلاف في حكم التوسل اختلاف في حكم شرعي, وعلى أصحاب المدارس الفقيه الأخرى أن لا تلزم أحدا من غير أتباعها في إتباع مدرستها.


مبينا أن معنى الاستغاثة بالأولياء غير معارض لللإستغاثة بالله هو طلب الحاجات من الله تعالى فهو الأصل لأنه مالك مقاليد الأمور كلها, لكن الله تعالى جعل له وسيلة لهذا الطلب فكانت الملائكة وكان النبي (ص) وأن الشيعة يعتقدون أن النبي (ص) مفوضا من الله سبحانه , كما لا يعتقدون بأنه الإله من دون الله جل وعلا .


ذاكراً أنه لا فرق بين الاستغاثة بالحي أو بالميت من المعصومين عندنا في قضاء الحوائج وأنه ليس شركا, مستدلا بقصة نبي الله سليمان (ع) عندما استعان بآصف بن برخية في نقل عرش بلقيس وقال متعجبا : "هل يُتّهم نبي الله سليمان بأنه مشرك بأن استعان بغير الله في قوله : ((يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين)) .


مؤكداً أن الشيعة يعتقدون أن النبي (ص) يسمع ويرى بعد مماته بناء على قوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) مع الإيمان أن الله سبحانه وتعالى هو القادر والأقدر , وهم يتخذون أهل البيت (ع) وسيلة في التوسل لله , لأن الله استجاب الدعاء على أيديهم , ولو كان التوسل بهم شركا لكان فيه تغرير من الله .


وختم فضيلته : " نحن لا نعتقد أن الإمام علي (ع) مستغني عن الله بل هو محتاج إليه , وأن القائل أن الدعاء لغير الله الذي هو مخ العبادة شرك , نقول لهم : ( إن اعتقد الإنسان أن الذي يدعوه قادر على كل شيء وإله هو شركٌ.