المشرف العام

كيف ولماذا نكون متدينين؟

3/6/2011 - 5:35 م     1484

كيف ولماذا نكون متدينين؟


اللجنة الإعلامية لمسجد الامام الجواد – معصومة المقرقش

افتتح المجلس لهذه الليلة سماحة الشيخ محمد المشيقري تبعا لليالي عاشوراء المحرمة بآية قرآنية كريمة قال الله تعالى : " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أكثر الناس لا يعلمون "

ثم بدأ سماحته بالقول : لا شك أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان لعبثٍ , وذلك أن العبث لا يصدر من الكامل المطلق , فالعابث الناقص فيعبث لسبب النقص , لهذا خلق الخلق لغاية وهذه الغاية إما غاية إضرار أو إيصال نفع لا يمكن للحكيم القادر على النفع أن يصدر منه الأضرار , وهذا النفع يمكن تصوره في إحدى حالتين الأولى: إما مرجعها لله سبحانه وتعالى والثانية : مرجعها للمخلوق .

ثم تابع سماحته قوله: أما التصور أن الله خلق الخلق لينتفع بهم فهذا لا يمكن تصوره من الناحية العقلية وذلك أن الله غني مطلق, والعبد فقير مطلق, إذن المنتفع هو ( المخلوق ) لا الخالق قطعا , ولعل الآية الكريمة تدلل على ذلك (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) فكان القصد هو أن يكون الخلق عابدين لا معبودين , والله قد كيّف الدين ليكون ملائم للخلقة والخلقة تلائم الدين , لان الملقم هو الصانع المشرع فجعل صنعته ماتلائم دينيه ودينيه مايلائم خلقه , فكل جهة مصنعة هي اعرف بمَ يضر مصنوعها وما يضره .وعليه أيضا ماتشير إليه الاية الكريمة ( فأقم وجهك .... الخ )لأن الدين متفق مع فطرة وخلق الإنسان وعلى هذا نقول إذا كان الدين هكذا فترك الالتزام بالدين سفه , لأن الدين متلائم مع الخلق من اجل حياة طبيعية بدون أخطاء وعلى هذا كان النظام من قبل الله للخلق على رغم وجود الممنوعات وعليها يكون الحرمان ليستقر الأمر .




ثم وضح سماحته هذا الجانب بقوله : وجود القيود لايعد هذا الأمر تقيد بل هو أمر بديع من الله سبحانه وتعالى والذي يدلل على الحب الإلهي ومدى خوفه على الخلق من الضرر الناتج منه وضرب سماحته مثالا حتى تتعمق الفكرة أكثر عندما طلب من الجمهور التأمل في الكائنات ليعرفوا مدى تكيف الدين مع الخلق وعليها ترشدهم لله وتعرفهم بالدين أكثر فطريقة التكاثر في الكائنات وفي الإنسان هي الدليل لمعرفة ذلك قائلا : يحدث التكاثر عند بعض الكائنات عن طريق الألفة والتزاوج فيما يحدث عن الآخرين بدونها كالخراف تتكاثر بدون زواج ولا لأنثى بعينها لتكون زوجه مع هذا استقرت حياتها وبقى نسلها على الرغم من عدم وجود مايسمى زواجا بينها لكن بعض الكائنات لو اتبعت مثل هذه الطريقة لأبيدت ومن هذه الكائنات هي الحياة البشرية ويمكننا أن نميز بينها عن طريق صغارها فإذا احتاج الصغير منهم إلى ارتباط الأبوين في استمرارية حياته فهذا لابد أن ترتبط فيها الأبدان بعضها ببعض ثم يكون التكاثر فإذا لم يحصل لك فالفصيلة تنمحي من الوجود فصغير الإنسان بحاجة لبقائه على قيد الحياة إلى الأبويين فعليه إذا جرى في الإنسان طبيعة جنسه نمط المقاربة الجنسية والتي تتلاءم مع فصيلة أخرى يضر بجنسه . لهذا نجد أن الله حرم الزنا وشدد عليه بأن أعده جريمة في حق الإنسانية وحق النوع , بينما الحكم الشرعي وضع مايتوافق مع المخلوق , ولهذا كانت القيود الملائمة مع طبيعة الخلق , فكل المتدينين بلا شك هم متقيدين ولكنهم قد اعتادوا على التقيد لأنهم وصلوا إلى خير به .


ثم تابع سماحته إلى أن وصل إلى نقطة أخرى وهي كيف نكون متدينين ؟
ولنكون متدينين علينا أن نفهم فلسفة الدين أولا فالله يوصى بها كما مر من الاية الكريمة ( فأقم وجهك .... ) قد يقول القائل منا أن الحكم الشرعي هنا إنما وضع في عصر البداوة والقدم فلا يلائم هذا التطور فنرد عليه بقولنا : أن الله سبحانه وتعالى يقول انه لم يضعها لا للبداوة ولا للحداثة ولا للتمدن وإنما وضعت لخصائص الإنسان نفسه , لأنه لا يتغير ولا يتبدل , والحكم الشرعي يقابله في هذا لأنه موضوع للخلق فمادامت الخلقة لن تتغير ولن تتبدل فكذلك الحكم الشرعي انه باقي ببقاء الخلق لكن الإشكال هنا ( أكثر الناس لا يعلمون ) في عدم معرفته وعلم وفهم الدين وحقيقته السامية . ثم انتقل بعدها سماحته إلى بيان نقطة اخيرة وهي ( أثر التدين على الفرد والمجتمع )) نقول أولا اثر التدين على الفرد أن الله جعل فطرة العقيدة متكيفة مع الفطرة الداخلية مع التعلق بالقوة القاهرة , وذلك أن الإنسان بطبيعته خلق عابث فالله لما خلق الإنسان أرشده إلى المعبود الحق فكانت العبادة لله ملائمة مع الخلقة الباطنية المتوجهة للمعبود عزوجل , بالإضافة إلى أن انتظام الحياة واستقرار الأمور وقضاء الحوائج مربوط بتوثيق الله وتبركه وهذا أمر حتمي " كطلب المال , الولد ... الخ


ثم تسال سماحته حول الأسرة المستفيدة من أولادها هل الأسر ذات الطابع الديني أم خلافها فأجرى سماحته مقارنة بسيطة على ضوء هذا التساؤل قائلا : الأسر المتدينة أولادهم قرة أعينهم وحياتهم حياة مؤمنة مستقرة بلا تعب خلافها الأسر الأخرى أولادهم عليهم شقاء وهموم وإجرام , لان الحياة الاجتماعية تحتاج إلى الأمان والذي يحد من هذا الإجرام والذي لا تحققه الأنظمة الجزائية بل مايحققه الدين .

ثم تابع سماحته القول بأن انتظام الشأن كفرد وأسرة ومجتمع له علاقة بالدين والتدين وعلى هذا ينبغي أن يغدق الإنسان بعلاقته بربه سبحانه وتعالى .. فكان صاحب هذه الليلة التاسعة شابا في مقتبل العمر باع نفسه لله رضا وطلق الدنيا بما فيها وقدم صورة واضحة لكل شباب الأمة فيها تظهر اعلي مقامات السعادة الحقيقة بمدى تعلقه بالدين والقضية الأساسية وهي أعلا كلمة الحق وكلمة الله الحسنى فقدم دمه قربانا لذلك وسار مع أبيه نحو كربلاء قائلا بعد أن سمع أبيه يسترجع قال له : يا أبا لما استرجعت ؟ قال : قد سمعت هاتفا يقول : " أنهم يسيرون والمنايا تسير بهم " قال : ولسنا على الحق ؟ قال الأب : بلى يا بني قال : إذن لا نبالي أن وقع الموت علينا أو وقعنا عليه " ثم تابع سماحته قراءة المجلس الحسيني بنعي حزين على لسان الامام الحسين وأمه الرباب ختم بعدها المجلس بلطمية بصوت الرادود إبراهيم القطان.




فالسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أنصار الحسين سلاما مني أبدا .
وعظم الله لكم المصاب




تقرير: مععصومة المقرقش
تصوير:عبدالله علي الدبيس &هاني عيد


  

   أضف مشاركة

حفل تخرج 1440 هـ


محرك البحث

مواقع التواصل الاجتماعية

صور عشوائية من معرض الصور

مزرعة الخويلدي - أبو معن - 1432 5
حفل تجريج دفعات الخطابة للقسم النسائي 1438
حفل تخريج طلاب عام 1440
مواعيد دورات الناشئة
عاشوراء 1432 - سيهات -  مسجد الإمام الجواد
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
حفل تخريج طلاب عام 1440
حفل تخريج طلاب عام 1440

تغيير القالب