أبعاد الإيمان بالجانب الغيبي في حياة أهل البيت (ع )

 

المشرف العام

أبعاد الإيمان بالجانب الغيبي في حياة أهل البيت (ع )

3/6/2011 - 5:31 م     2128

اللجنة الإعلامية لمسجد الإمام الجواد – معصومة المقرقش

على الرغم من برودة الجو المفاجئة والتي بدأت طلاعها صباح الجمعة 5/1/ 1430 للهجرة لم يمنع محبات أهل البيت عليهم السلام من الحضور والاستماع للمجلس المخصص للنساء تحت الهواء الطلق بمسجد الإمام الجواد والتي عرضت فيها شاشات البروجكتر لليلة السادسة من محرم الحرام حيث حضرت الكثير من النساء بمختلف الأعمار والمستويات الثقافية واللاتي تدثرن بالملابس الثقيلة رغبة في مشاطرة بنات الرسالة المحمدية في المصاب الجلل والجدير بالذكر قيام المتطوعات لخدمة معزيات آل البيت (ع) بتوزيع المشروبات الساخنة من شاي وقهوة والعمل على تنظيم الساحات والمحافظة على نظافتها بعد الانتهاء من المجلس بجهود تجب الثناء عليها.




بدأ سماحة الشيخ محمد المشيقري لليلة السادسة على التوالي بسلسلة أبحاثه بحديث رسول الله " لولا اخشي أن تقول فيك فله من الناس كما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمر على ملء من الناس إلا واخذوا التراب من تحت قدميك ومن طهورك يستشفون "
حيث شرح الحديث السابق بمقدمة إذ قال فيها : إذا رجعنا إلى التراث القرآني والى الديانات السماوية نجد في مجموع مانزل من السماء على جميع الأنبياء بعض المفردات الثابتة ومن جملة الأمور التي ظهرت عند كل الديانات أن هناك بعض البشر المميزين من أول مراحل وجودهم يتميزون على غيرهم بمقدار الاستعداد الموجود لديهم من العبادة والذي غير موجود عند غيرهم من أول مراحل خلقهم , في حياة مريم عليها السلام , فقد كانت ملامح العبادة ظاهرة على شخصيتها تأثرا بالعبادة , بل تأثر بها بدنها في مرحلة الصبا حيث تورمت رجلاها ومتحل بدنها من كثرة الصيام وهي مازالت صغيرة السن , ثم واصل سماحته قوله : " هذا المعنى موجود أيضا في أمتنا الإسلامية لهذا نقول لان تقدس في المسيحية المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام فلا شك أن في الإسلام يتقدس محمد وال محمد وان تقدس في المسيحية مريم العذراء تقدس في الإسلام السيدة الزهراء "ع " هؤلاء أعجوبة وأولئك أعجوبة أيضا , فهؤلاء يملكون استعدادا بديعا في العبادة وأولئك أيضا فهم جميعا مخصوصون بالغيب .



ثم ينتقل سماحته ببيان هذا المعنى بضرب مثال للتوضيح حيث يقول: نقل عن عبد الله بن مبارك انه قال: " كنت بالبيداء فرأيت فيها غلاما يمشى على قدميه وليس معه زاد ولا راحلة, قلت في نفسي بيداء بادية وغلام يمشي فيها, دنوت منه فرايته مشغولا بالتسبيح فسلمت عليه فرد علي السلام , ثم تلفت يمنة ويسره لعل للغلام يرجع إلى خباء قريب أو على جانبه بعد راحلة , فلم أجد شيئا , قلت له : أين زادك وأين راحتك ؟ فقال الغلام : ياهذا أن زادي تقواي وراحلتي رجلاي , وقصدي إلى مولاي , فقال فرأيت فيه من الثقة بالله مانبل في عيني , فرافقته فترة في الطريق وبينما أنا كذلك إذا اقبل إليه شاب وسيم , فسلم عليه وقبل مابين عينيه ثم جلس معه يحادثه ثم انصرف فدنوت منه فقلت من هذا ؟ فقال هذا أخونا " الخضر عليه السلام " وهذا شانه كل يوم , فقلت فمن أنت ؟فقال: أنا هاشميا, فقلت: من أي الهاشميين ؟ قال: أنا علوي, قلت له: من أي العلويين ؟ قال : أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
ثم توجه سماحته للسؤال هل تأملت مدى هذا الاستعداد المذهل للعبادة ؟ ولتثبيت أيضا هناك حادثة أخرى تدلل على صحة ما ذهبنا عليه فقد روي عن أبي حنيفة انه قال : " عرضت عليّ مسألة ثم لم استطع الإجابة عليها فتوجهت إلى المدينة المنورة قاصدا دار الإمام الصادق عليه السلام , فجلست في الدهليز انتظر الإذن في الدخول , بينما أنا كذلك خرج من الدار غلام عليه سمات بني هاشم , فوقع في نفسي انه من أبناء الإمام الصادق فقلت في نفسي أن أهل المدينة يزعمون أن أهل هذا البيت اعلم الناس صغارا وكبارا فأردت أن أضاحكه , فقلت له : أيها الغلام أين يقضى حاجته الغريب عندكم ؟

فقال الغلام : يا هذا لقد أسأت الأدب , فقال ولماذا ؟ قال الغلام لأنك بدأت الكلام قبل السلام وكان ينبغي لك السلام ثم تسال, يقول أبو حنيفة فسلمت عليه ثم عدت السؤال عليه فقلت: ( أين يقضي حاجته الغريب عندكم ؟ ) قال ياهذا يتوارى خلف الجدار , فيبتعد عن أعين الجار , ويتحاشا مساقط الثمار , ومجاري الأنهار ومواطن اللعب , والمياه الراكدة , ثم يرفع ثيابه ويستر عورته عن الناظر المحترم , لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها , ثم يضع حيث يشاء ) فقلت : تعجبت من فصاحة لسانه وجرأته وقوة بيانه في عبارات قليلة , ذكر فيها الآداب في إحاطة عجيبة فوجدته بحرا من العلم , فأطمعني علمه أن اسأله المسالة الني جئت من اجلها لأسالها الإمام الصادق فقلت يا هذا ؟ المعصية مِنَ مَنْ ؟ من الله أم من العبد ؟ قال ياهذا المعصية لا تخلو من إحدى ثلاث حالات وهي إما تكون من الله وإما تكون من العبد أو تكون من الله مع العبد , فإن قلت أن المعصية من الله فحاشا لله أن يعذب عبده على فعل لم يفعله وإنما هو فعله وان قلت أن المعصية من الله مع العبد , فالله شريك مع العبد في المعصية وهو



اقوي الشريكين , وحاشا له أن يعذب شريكه المغلوب على أمره في أمر هو بالغ فيه , فلم يكن أن تكون المعصية من العبد , فإن عصى العبد فالله أن يعذبه وان يعفو عنه فإن عذبه فلذنبه وان عفي عنه برحمته , فقال وقد اكتفيت بهذه الإجابة فلم ادخل على الإمام الصادق , فخرجت وأنا أقول ( ذرية بعضها من بعض )
وبعد هذه المقدمة تناول سماحته الفائدة الحقيقية من معرفة مقام الغيب عند أهل البيت عليهما السلام في رده على المشككين و قولهم : مافائدة الاعتقاد بوجود مقام غيب في حياة أهل البيت مدام هذا لايلامس حياتنا ؟ حيث قال نقول ردا على ذلك : أن تأصل حالة الاعتقاد بوجود غيب في مقام أهل البيت أمر لابد منه , ولولا ذلك لما صح الاقتداء , ولعل هذا واضح من كلام الإمام علي ( ألا وأن لكل مأمون إمام يقتدي به ويستضيء بنور علمه , وأن إمامكم قد اكتفى من دنياه بتميرة , ومن طعميه قرصيه .... الخ قول الإمام عليه السلام فالإمام يقول حتى يتم للناس الإتباع لابد أن يروا أن للمأمون عليهم ميزة فالله سبحانه وتعالى ميز الحجة من المحجوج , وتفاوت في الرتبة والفضيلة . بمقدار لا يصل إليها المأمون, وحتى تتم مسالة الإمامة ولفعلها أن ينظر إليها بحالة التعظيم دائما. وبهذا يحصل الاقتداء وبغيرها لا يمكن أي يحصل الاقتداء فتأصيل حالة الاعتقاد بوجود غيب في سيرة اهل البيت بتعظيم قولهم وفعلهم .
ومن قصة الاقتداء بأثر الأئمة وتأصيل حالة الاعتقاد بوجود الغيب " قصة سهيل الخراساني الذي أضرم له الإمام الرضا عليه السلام النار وأمره أن يجلس في التنور وتمنعه ثم حضور الموالي المخلص أبو هارون الذي دخل بالتنور وأمر الجارية بإغلاقه بالغطاء بعدها جاء الإمام مع الخراساني وإذا أبو هارون جالس على الرماد دون أي يصيبه شيء من النار "
قد يقول القائل أن هذا لا يحدث بل نقول له " أن الأسباب بيد الله فالله وحده الذي يجعل النار بردا وسلاما فهذه القصة تؤكد حالة الاعتقاد بوجود الغيب الذي يؤدي في النهاية إلى زيادة مصداقية قول الأئمة عليهم السلام " .

بعدها لخص سماحته قوله ( كلما ازداد اعتقادك بأهل البيت وبتأصيل حالة الاعتقاد بالمقام الغيبي علت مرتبة قولهم وفعلهم لديك ).
أما السؤال الثاني في أنه مافائدة وجود القدرات الغيبية إذا لم تكن هذه القدرات فاعلة ؟






قال سماحته نقول ردا على ذلك : أن الله سبحانه وتعالى قد خزل في الإنسان من القدرات مايستخدمها في حياته ماهو اقل من واحد في المليون من القدرة . فاله خزل في صدر النبي (ص ) علم غير علمنا لكن الذي فصح من لسانه مادون لكن الباقي الله جعلها لمرحلة أخرى , لكن الناس لم تستفد من النبي وهذا عيب فيهم , كذلك الشأن في خلق الله للإمام علي لزمن يكون فيه قادر على مواجهة أي طارئ يطر بعلمه وقدرته , فإذا لم يطر الطارئ هذا لا يدل على أن هذه القدرة ليس فيها اثر وفائدة بل نقول الله خلق الإمام والنبي على أن يعيش معه جماعة كلهم مثل عمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي , فصارت العلاقة بين سلمان الفارسي وبين الإمام علي ليس كمثلها مع احد من الناس , إذن نصل إلى خلاصة مهمة لحديث رسول الله في شأن الإمام علي والذي بدا ناه " أن الله خلق الإمام علي ليستفيد من الناس أكثر لكن الناس حرموا أنفسهم من هذه الفائدة وضيعوا حقهم لما همشوا الإمام فلم يتأخر قدر الإمام بل تأخر قدرهم ولو أنهم قدموا حضهم قدموه ولكنهم أخروا حضهم إذا أخروا الإمام علي بالتالي فإن الله تعالى سيكون عليهم حجة يوم القيامة بان يقول لهم " الم اجعل لك أئمة هاديين مهدين ؟ الم اجعلهم خزائن علمي لماذا لم تستفيدوا من هذا العلم ! "
ثم واصل سماحته قائلا : لهذا نقول أن في وجود المعصوم فيه لطف وفيه هدى فالأول يحصل قهرا , أصل وجود المعصوم يستقر به الكون أما اللطف الثاني فيمكن أن ينحرم منه الناس بسبب الناس أنفسهم , فالله زود اهل البيت في تلك المرحلة فما شيء يحصل ألا وهو موجود لديهم واستدل على ذلك بقصة حصلت في زمن الإمام العسكري عندما خرجت جماعة مسلمة وجماعة نصرانية بطلب المطر من الله سبحانه وتعالى وخلاصة ذلك " أن لأهل البيت حتما غيب وهو أصل الاعتقاد واصله أنهم أئمة عن رسول الله الذين يمثلون الخالق , وعندهم حالة من الغيب رفعهم الله بها على كل الخلق وكلما تأصل الاعتقاد بأنهم أصحاب غيب كلما علا قولهم وفعلهم "

بعدها ختم المجلس لليلة السادسة بالتوجه إلى صاحب هذه الليلة الصحابي الجليل والشيخ الكبير حبيب بن مظاهر الاسدي الذي عرف قدر الإمام وعظمه ومدى درجة الإيمان التي وصل إليها بصلابة اعتقاده لهذا قال الإمام الحسين في أصحابه : ( بلوتهم وامتحنتهم فلم أجد فيهم إلا الأشوس الاقعس يستأنسون بالمنية دون استئناس الطفل بمحالب أمه ) .




وصل الله على محمد وال محمد وكل العزاء لصاحب العصر والزمان وعظم الله لك الأجر بمصاب جدك الحسين وأهل بيته وأصحابه الغر الميامين .





تقرير: معصومة المقرقش

تصوير:عبدالله علي الدبيس


  

   أضف مشاركة

حفل تخرج 1440 هـ


محرك البحث

مواقع التواصل الاجتماعية

صور عشوائية من معرض الصور

احتفال 43
حفل تخريج طلاب عام 1440
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
صور من زيارة أئمة العراق عليهم السلام عام 1439
حفل تخريج طلاب عام 1440
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
الحفل الختامي للرجال عام 1434
حفل تخريج الدفعة الثانية عشر 4

تغيير القالب