المشرف العام

هل الدين بحاجة لمعلم ؟

3/6/2011 - 5:30 م     1487

اللجنة الإعلامية لمسجد الإمام الجواد – معصومة المقرقش


كما عودنا سماحة الشيخ محمد المشيقري خلال الليالي العاشورائية لذكرى شهادة الإمام الحسين " ع " السابقة بإثارة بحوثٍ متسلسلة لها الوقع المباشر على كل فرد متعلم ومثقف كان لزما عند البعض الحضور والمتابعة مما دفع الكثير من أبناء حي قرطبة للتهافت نحو المسجد حتى امتلأت ساحة النساء بالمعزيات بمختلف الأعمار و المستويات الثقافية وهذا لا يخفى على وجود أعداد كبيرة من الجانب الرجالي والتي يتوقع أن تتزايد بمرور الأيام المقبلة إن شاء الله , ومن اللافت للنظر هو قيام جماعة من المؤمنات المتبرعات بخدمة الإمام الحسين عليه السلام بتقديم خدمات الضيافة والمحافظة على نظافة الساحة وتنظيمها .


وتحت عنوان هل الدين بحاجة لمعلم بدأ سماحته بقراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله أن لا يفرق بينهما حتى بوردهما على الحوض فأعطاني ذلك وقال لا تعلموهم فهم أعلم منكم " ومتوجهاً بحديثه المباشر وقوله : مامن شيء اعصب من قيادة المجتمعات البشرية , ولهذا أن أردنا أن تقود الإنسان ونصلح من شأنه في مجال معين نحتاج إلى خبرات خاصة , وإذا أردنا أن نقود الإنسان على مستوى اقتصادي نحتاج إلى كفاءات ومؤهلات مخصوصة لها علاقة بهذا الجانب وإذا أردنا أن نصلح شانه ونقوم بقيادته على مستوى تربوي ( علمي ) نحتاج إلى كفاءات أخرى في المجال الآخر وهكذا إذا أردنا أن نقوده في مايرجع إلى صحته نحتاج إلى كفاءات ثالثة بحيث كل جنبه من جوانب حياته تحتاج إلى كفاءة , كما أننا أو أردنا أن نعالج حال الإنسان سواء كان حال اسري , عبادي , العلاقات العامة بينه وبين غيره في محيطه فنحتاج إلى كفاءات والى دقة أخرى في اختيار القوانين بالتالي الإنسان يحتاج إلى عناية مخصوصة في قيادة صالحة في الحكم الاعتيادي لا يوجد إنسان شامل وجامع للكفاءات يقوي على قيادة الإنسان في كل هذه الجوانب , ولهذا ربما نختار وزيرا للصحة مثلاً على كثرة كفاءته وربما يقع في الأخطاء أو وزير مالية وعلى كثرة كفاءته يقع في الأخطاء , أما إذا تصورنا وجود إنسان جامع لكل هذه الكفاءات بحيث انه الاكفى والأجدر والأصلح لا يخطئ في مجال من المجالات وهذا في العادة يحتاج إلى تأيد منظم وإلا في الحكم العادي إنسان واحد قائد للإنسان في كل هذه الميادين هذا غير ممكن إلا أن يكون ذلك بعصمة من الله تعالى , وهنا يأتي دور الولي المعصوم أن الولي المعصوم قادر وبكفاءة وبدون خطأ على قيادة المجتمعات البشرية في كل ماتحتاج إليه البشر وفوق هذا كله عنده في مخزون المعارف الكونية والشرعية ما تحتاج إليه كل البشر بل مايستغني به البشر عن غيره , هنا يأتي أهمية الوصول إلى الحكم الشرعي , ربما يقال أن الدين واضح وبما أن الدين واضح لا يحتاج إلى معلم فعليه نحن لا نحتاج إلى المراجع ولا لرجالات الدين باعتبار وضوح الدين

ثم فند سماحته ادعاءات بمن نادى بوضوح الدين قائلاً : يظهر أن الدين بالأساس غير واضحٍ لدى من نادى بهذا النداء وهذا اقل مايقال في حقه أن هناك جهل مركب , والجهل المركب أقبح أنواع الجهل , ومعناه " أن يجهل الإنسان شيئا وانه يجهل ذلك الشيء " أما أنه يصدر بيانا ويوقع معه جماعة على انه لا حاجة للمراجع ولا للائمة ولا للرجالات الدين نقول له : " أنت على زيادة لجهلك أنت أحمق " . ثم تابع سماحته بالحديث عن أهمية وجود المعلم لفهم أحكام الدين حيث يقول : الواقع يشهد خلاف ذلك , والدين هو حكم شرعي , وعقيدة ودستور نزل من الله تعالى في سفرٍ اسمه القران الكريم , والذي يعد أهم منابع الشريعة , ثم تسال سماحته للمنادي هل القران الكريم واضح كل الوضوح الذي يجعل الإنسان أن يعتمد على نفسه في استنباط الحكم الشرعي وفهمه ؟ فالقران ذات نفسه يقول لايتطلع على تأويلي إلا الراسخون في العلم أي بمعنى " احتاج إلى علماء من نوعٍ مخصوص حتى يستطيعون فهمي " مثله مثل من يقول يكفينا كتاب الله لكن بصياغة أخرى . ونحن بدورنا نرد على هذا المنادي الذي يقول انه لا حاجة لنا للمعلم حيث نقول له لو كان الدين واضحا لما اختلف الناس فيه لان الواضح لا يختلف فيه الناس بينما الحال أن " القران حمّال بطون " فكل الآراء المختلفة والمذاهب المتشعبة وعلى اختلاف آراءها وأحكامها وعقائدها ترجع إلى القران وتستدل على عقائدها المختلفة بالقران الكريم وضرب لذلك مثلا للتوضيح حيث قال : ( فالذي يرى أن للضوء بكيفية معينة لابد من غسل للرجل يعتمد مايذهب إليه بالقران , والذي يرى أن الرجل تمسح في الضوء ولا تغسل يعتمد على رأيه بالقران أيضا بالتالي أيعقل أن يكون القران جامع لهذا المتناقضات ؟ فوجود هذا الاختلاف يدل على وجود الغموض وعدم الوضوح ولهذا نجد أن الله تعالى في الوقت الذي انزل دستوره ( القران ) أنزل معه الشارح لهذا الدستور في قوله " ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " فبعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم أختلف الناس فيما بينهم اختلافا شديدا والدليل على ذلك شاهد أن أبا موسى الأشعري سأل عبد الله بن عمر عن مسافرٍ أجنب لم يجد ماء فرد عليه قائلاً : " لا يصــلي " قلت له : وماذا تصنع بآية التيمم فالله جعل لهذه الحالة علاجاً , ثم ماذا تصنع في قول رسول الله لعمار بن ياسر " يا عمار يكفيك أن تفعل كذا وكذا " فقال عبد الله بن عمر : ألا ترى أن عمر بن الخطاب لم يقتنع بذلك !


ثم لو أذنا لهم في التيمم لأوشك أن يبرد على احدهم الماء تيمم بمعنى ( حصل تلاعب في الوضوء ) ثم بين سماحته ذلك أن أردف : أن هناك جماعة تظن أن لنفسها الحق في الاجتهاد قبال النص فالله يأمر بالتيمم وهم ينهون عنه , وهذا الجواب الذي حصل من عبد الله بن عمر انه جواب بغير علم بل " ابتداع " وقفز على الشريعة بحيث أنهم جعلوا من أنفسهم الحق الشرعي بنقض الحكم الشرعي ثم أن طرق الاجتهاد لديهم فيها من الخطأ , حيث أنه أراد أن يحافظ على الوضوء والحال أن الوضوء مقدمة للصلاة فهو ضيع الصلاة من أجل الحفاظ على المقدمة عندما قال " لا تصــلي " بالتالي لو انزل الله الشريعة دون أن يجعل معها معلم واكتفى بالتبليغ فقط وقبض النبي ثم أوكل الشريعة للناس تحصل اجتهادات وأخطاء ثم تراكمت هذه الأخطاء مع مرور الزمن تحصل صلاة ثانية وضوء ثاني وأحكام شرعية ثانية وهذا ماحصل بالفعل .


فلخص سماحته بحثه الذي بدا به حيث قال : أن الواقع العقلي يشهد على أهمية وجود المعلم والإمام على الناس وإلا لننقض الغرض من وراء بعثة النبي صلى الله عليه واله وسلم ولكان قد جعل الله حكمه ودينه في عرضة التحريف وقد جرى ذلك بالفعل لولا وجود الأئمة عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم . وقد يقال أننا نؤمن بحاجتنا للأئمة لكننا لا نحتاج إلى المراجع والعلماء في فهم أمور ديننا فنحن نرد عليه أيضا بالقول : أنت إذا أمنت بحاجتك للأئمة فالعقل يخبرك أنه لابد من المراجع ولابد أن ترجع إلى العلماء في أي حال من الأحوال ذاكرا مثالا حول هذا الشأن في استخراج الحكم الشرعي لمن استغنى عن حاجته للعلماء قائلا له : أنت ترى أن الدين واضح فلا يمكنك الوصول إلي الحكم إلا عن طريق " الآية أو الرواية " لكنك سوف تصادف عدة مشاكل منها أولا تعدد الروايات فمنها قطعي الدلالة ومنها ضمني الدلالة ألا أنها ضمنية الدلالة , فكيف لك أن تعرف أن هذا الحديث المروي صحيح الإسناد , وأن هذا اللفظ ورد عن الإمام بالفعل على رغم ذكره في مسائل الشيعة أو كتب الأئمة الأربعة , ثم مايدريك أن هذا الراوي ثقة ؟ وكيف تستدل على ذلك بأن تتبع سلسلة أحوال السند وصحتها ثانيا : حتى تصل إلى فهم الرواية واللفظ عليك أن تكون عالما وعارفا بقواعد اللغة العربية ومواضع وأحوال الكلمات فيها وهذا يحتاج لدراسة معمقة للغة العربية في الوقت الذي تعاني منه اللغة من هجران وغربة بين أبناءها واختصارا لكل ماسبق فأن الدين جزما يحتاج إلى معلم وملقٍ وهذا ماعليه الواقع الميداني فنحن ذكرنا أمثلة مختصرة وإلا هناك أمور معقدة يظهر فيها احتياجنا إلى العلماء وحياة الأئمة " ع " الشاهد على هذا المعنى والاختلافات العجيبة التي حصلت في عصر الإمام الصادق والجواد " ع " بل في عصر الإمام علي بن أبي طالب وقول احدهم في المقالة المشهورة والتي يستدل بها علماء النحو في باب جواز حذف الخبر ومنها ( باب لولا ) " لا أبقاني الله لمعضلة لست فيها يا أبا الحسن ولوعلي لهلك عمر " وهذا يدل على دلالة الأئمة استغنائهم عن الناس واحتياج الناس اليهم لهذا نجد أن الطواغيت في زمن الأئمة لا يقدرون أن يسكتوا عنهم بعد أن تتوجه أنظار الناس اليهم فكان القضاء عليهم خير وسيلة في إسكات هذا الصوت والالتفات فكان الإمام الحسين عليه السلام خير مثالا يضرب به سماحته في توجه أنظار العامة إليه في كلا من المدينة ثم مكة ثم العراق والذي على أثره زج له جيشا بقيادة الحر بن يزيد الرياحي لملاحقته فكانت خاتمة المجلس قراءة مباركة دارت أحداثها حول نزول ركب الإمام الحسين لأرض كربلاء .


  

   أضف مشاركة

حفل تخرج 1440 هـ


محرك البحث

مواقع التواصل الاجتماعية

صور عشوائية من معرض الصور

حفل تخريج الدفعة الثانية عشر 6
عقد قران الولد مجتبى 7
عاشوراء 1432 - سيهات -  مسجد الإمام الجواد 3
حفل تخريج طلاب عام 1440
حفل
الحفل الختامي للرجال عام 1434
مزرعة الخويلدي - أبو معن - 1432 5
حفل تخريج طلاب عام 1440
حفل تخريج طلاب عام 1440

تغيير القالب