المشرف العام

الكذب واداء الحقوق

5/3/2021 - 4:33 م     1062

الكذب

     الكذب هو الخبر الغير للواقع. فإن كان باعثه الحسد والعداوة كان من رذائل الغضبية ، وإن كان حبّ المال والطمع أو الاعتياد عليه من الاختلاط مع الكذّابين كان من رذائل الشهوية.

     ثمّ إنّ الكذب من أقبح الذنوب وأشنعها ، قال الله تعالى:  { إنّما يفتري الكذب الّذين لايؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون }([1]).  وقال تعالى:  { فاعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون }([2]).  وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « المؤمن إذا كذب بغير عذر لعنه سبعون ألف ملك، وخرج من قلبه نتن يبلغ العرش، وكتب الله عليه بتلك الكذبة سبعين زنية أهونها كمن يزني بأمّه »([3]).  وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: « لايجد العبد طعم الايمان حتّى يترك الكذب هزله وجدّه »([4]).  وقال عليّ بن الحسين عليه السلام: « اتّقوا الكذب الصغير منه والكبير في كلّ جدّ وهزل ، فإنّ الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير »([5]). وقال الباقر عليه السلام: « إنّ الله تعالى جعل للشرّ أقفالاً، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شرّ من الشراب »([6]).  وعن العسكري عليه السلام: « جعلت الخبائث كلّها في بيت وجعل مفتاحها الكذب »([7]). إلى غير ذلك ممّا لا يحصى.

     وأشدّ أنواعه الكذب على الله ورسوله والأئمّة عليهم‌السلام وكفاه ذمّاً كونه مفطراً لصوم الصائم في ظاهر الشريعة على الأقوى.

     ومن جملته الافتاء ممّن لا أهليّة له ، ومن هو أهل له بما لايتحقّقه.

     قال الصادق عليه السلام: « القضاء أربعة ، ثلاثة في النار وواحد في الجنّة » وعدّ من الثلاثة من حكم بالحقّ ولم يعلمه([8]).

     وقال الباقر عليه السلام: « من حكم بما لم يعلم فقد ضاد الله فيما أحل وحرم»([9]).

     وحسبك دالاً على شناعته أنّه سبحانه وتعالى أوعد نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم، مع كونه أحبّ خلقه إليه وأكرمهم لديه وعلّمه بأنّه لاينطق عن الهوى بقوله:  { ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثمّ لقطعنا عنه الوتين }([10]).

وأثبت به الفسق والظلم والكفر في آيات متواليات.

 

     وعلاجه:   

بعد التفكّر فيما ورد في ذمّه وما يترتّب عليه من الهلاك الأبدي وسقوط الكاذب في الدنيا عن القلوب، فلا يعتني أحد بقوله، وما يترتّب عليه من الخجلة والاقتضاح، حتّى إنّه تعالى يسلّط عليه النسيان، كما ورد في الأخبار ، والتذكّر لما ورد في مدح الصدق،  أن يقدّم التروّي إذا أراد الكلام، فإن كان كذباً هجره تكلّفاً حتّى يعتاد عليه، وأن يجالس الصادقين، ويحترز عن الاختلاط مع الكذّابين.

        تنبيه

     قبح الكذب ذاتّي، فيختصّ حرمته بما لايكون فيه مصلحة عارضية أو كانت في الصدق مفسدة شديدة، وإلا زال قبحه وارتفع إثمه، بل يجب إذا ترتّبت عليه مصلحة واجبة كإنقاذ المسلم من القتل وحفظ عرضه وماله، ويستحبّ أو يباح إذا ترتّبت عليه مصلحة مستحبّة أو مباحة كالإصلاح بين الناس، والغلبة في حالة الحرب وتطييب خاطر الزوجات والأولاد.

     والأخبار وإن وردت في خصوص الثلاثة الا أنّه يلحقها ما يساويها في المصلحة أو يترجّح عليها من باب الأولويّة أو اتّحاد الطريق ، لكن ينبغي الحتراز عنه مالم يضطرّ إليه ([11]).

 

       تفريع في التعريض والتورية

     الأولى في مقام يجوز فيه الكذب العدول إلى التعريض والتورية مهما أمكن، وهذا أيضاً لإرادته الخير والمصلحة طالب له، فكأنّه صادق في الحقيقية، وإن كان كاذباً في الصورة ومفهماً لما هو خلاف الحقّ، كان التعريض أولى، لكونه أقرب منه بحسب الصورة أيضاً، وإن شارك الكذب في تفهيم خلاف الواقع.   وقال الصادق عليه السلام في قوله تعالى في قصّة إبراهيم عليه السلام: { بل فعله كبيرهم } ([12]) ما فعل كبيرهم وما كذب إبراهيم عليه السلام، قيل: وكيف ذاك؟  فقال: إنّما قال { فاسئلوهم إن كانوا ينطقون } ([13])أي إن نطقوا فكبيرهم فعل، وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئاً، فما نطقوا وما كذب إبراهيم عليه السلام.

     وسئل عن قوله:  { أيتها العير إنكم لسارقون }  فقال عليه السلام: « إنهم سرقوا يوسف عن أبيه ».

     ولا شك أن التعريض والتورية مطلقاً مما لايجوز ، نعم قد يباح لغرض خفيف كتطييب قلب الغير بالمزاح كقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للعجوزة لاتدخل الجنة عجوز، وفي عين زوجك بياض.

     ثم إن من الكذب الجائز ماجرت به العادة كالمبالغة كقولك: قلت لك مائة مرة، إذ ليس المقصود تعيين العدد، بل تفهيم الكثرة.  ومنه ما يتحقق في الإستعارات والتشبيهات، وسائر أنواع المجازات، إذ الغرض تفهيم المناسبة والمبالغة لا الحقيقة والمساواة من جميع الجهات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أداء الحقوق

        اعلم أيدك الله وسددك أنك قدوة وأسوة فكن ما يجب أن تكون فعليك أيها الخطيب أن تلتزم بأداء حق من له حق عليك، لكي يتطابق قولك مع فعلك، فتكون من الواعظين المتعظين ومن هذه الحقوق:

    

حق الرحم

     وهم  ذوو اللحمة المعروفين بالنسب وإن بعدت النسبة وجازت المناكحة، قولاً وفعلاً أو منعاً عمّا يحتاجون إليه من الملبس والمطعم والمسكن مع القدرة عليه والتكاهل عن دفع الأذيّات عنهم مع الإمكان أو التباعد والهجران حقداً وحسداً، وهي من أعظم المهلكات.

     قال تعالى:  { والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ... }([14]).

        وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:« أبغض الأعمال إلى الشرك ، ثم قطيعة الرحم ، ثم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف 0([15]).

     وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: « أعوذ بالله من الذنوب التي تعجّل الفناء، فسئل عنها، فقال عليه السلام: قطيعة الرحم، إنّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله عزّوجلّ، وإنّ أهل البيت ليتفرّقون ويقطع بعضهم بعضاً فيحرمهم الله وهم أتقياء »([16]).

     وفي أخبار كثيرة أنّ الرحم معلقة بالعرش تقول: « اللّهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني »([17]).

     وهو تمثيل للمعقول بالمحسوس، وإثبات للرّحم على أبلغ وجه، وتعلّقها بالعرش كناية عن مطالبة حقّها بمشهد من الله.

     وقد ورد في كثير من الأخبار وساعدته التجربة والاعتبار أن صلة الرحم تبعث على طول العمر وقطيعته على نقصه.

     قال الباقر عليه السلام: « صلة الأرحام تزكّي الأعمال وتنمي الأموال وتدفع البلوى وتيسّر الحساب وتنسىء في الآجال وتوسّع في رزقه »([18]).

     وعن السجّاد عليه السلام: « قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من سرّه أن يمدّ الله في عمره وأن يبسط له في رزقه فليصل رحمه، فإنّ الرحم له لسان ذلق يوم القيامة ، يقول ربّ! صل من وصلني واقطع من قطعني »([19]).

     وقال الصادق عليه السلام: « إنّ صلة الرحم والبرّ يهوّنان الحساب ويعصمان الذنوب، فصلوا أرحامكم وبرّوا بإخوانكم ولو بحسن السّلام وردّ الجواب »([20]).

     وقال عليه السلام: « صل رحمك ولو بشربة من ماء، وأفضل ما توصل به الرحم كفّ الأذى عنها ، وصلة الرحم منسأة في الأجل ومحبّة في الأهل »([21]).

 

 

 

 

بر الوالدين

     لأنّ أخصّ الأرحام وأمسّها الولادة، فدلّ على ذمّه مادلّ على ذمّ مطلق القطيعة مضافاً إلى خصوص ماورد فيه، وقد أردف الله تعالى توحيده بإطاعة الوالدين، كما أردف الشرك بالعقوق في عدّة مواضع.

     وفي بعض الأخبار القدسيّة : « وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لو أنّ العاقّ لوالديه يعمل بأعمال الأنبياء جميعاً لم أقبلها منه »([22]).

     وروي أنّ أوّل مكتوب في اللوح المحفوظ: « إنّي أنا الله لا إله الا أنا، من رضي عنه والده فأنا عنه راض، ومن سخط عليه والده فأنا عليه ساخط »([23]).

     ودلّت التجربة والاعتبار على أنه لايردّ دعاء الوالد في حقّ ولده، وإن لم ترض عنه أمّه يشتدّ عليه سكرات الموت وعذاب القبر.

     قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « برّ الوالدين أفضل من الصلاة والصوم والحجّ والعمرة والجهاد في سبيل الله »([24]).

     وقال صلى الله عليه وآله وسلم: « الوالدة أسرع إجابة، قيل : يارسول الله ولم ذاك؟ قال : هي أرحم من الأب ، ودعوة الرحم لاتسقط »([25]).

     وعن الصادق عليه السلام قال: « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحم الله والدين أعانا ولدهما على برّهما »([26]).  [وفي رواية اخرى] « قلت:  كيف يعينه على برّه؟ قال: يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به، وليس بينه وبين أن يصير في حدّ من حدود الكفر الا أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم »([27]).

     وقال رجل من الأنصار للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: من أبرّ؟  فقال: والديك، قال: قد مضيا، قال:  برّ ولدك([28]).

 

     وكلّ ما يذكر في حقوق الاخوة جار في حقوق الأبوين ، فإنّ هذه الرابطة آكد منها ويزيد عليها ما أشرنا إليه من وجوب إطاعتهما شرعاً فيما سوى الحرام المحض.

     وحقّ الأمّ أظهر في الجسمانيات ، فلذا اكثر من الحثّ عليه ورجّح على حقّ الأب.

     قال السجاد عليه السلام: « وحقّ أمّك أن تعلم أنّنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحداً، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطمك، وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك وتضحى وتظلّك، وتهجر النوم لأجلك ووقتك الحرّ والبرد لتكون لها، فإنّك لاتطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه ... الحديث »([29]).

     نعم حقّ الأب أظهر من حيث المعنى والروحانية، فإنّه أصل وجودك والنعمة عليك فإنّ أمّك مربّية لجسمك خاصّة وحافظة له عن الآفات الجسمانية بالقدر الممكن لها وأبوك مربّ لنفسك وروحك ، مضافاً إلى جسمك.

     ألا ترى أنّه يرضى عليك بما تكرهه ويشقّ عليك من الحرّ والبرد والجوع والعطش والسهر وغيرها في تحصيل مايراه كمالاً في حقّك ممّا لاترضى به أمّك.

     قال السجّاد عليه السلام: « وأمّا حقّ أبيك فأن تعلم أنّه أصلك فإنّك لو لاه لما تكن ، فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه ... الحديث »([30]).

     فحقّه أعظم وأوجب حقيقة سيّما فيما يتعلّق بالروحانيّات كالإعظام والإكرام وطلب المغفرة والسعي في بقاء اسمه وأثره بعد موته وأضرابهما ، وهذا ممّا لا سترة فيه، ولكن ورد ان للام ثلثي البر وللأب الثلث منه ما ورد  عن الباقر عليه السلام، أنه قال: "قال موسى بن عمران عليه السلام: يا رب، أوصني، قال: أوصيك بي، قال فقال: رب أوصني، قال: أوصيك بي، ثلاثا، قال: يا رب أوصني، قال: أوصيك بأمك، قال: رب أوصني، قال: أوصيك بأمك، قال: رب أوصني، قال: أوصيك بأبيك، قال: (فكان يقال) لأجل ذلك أن للأم ثلثي البر وللأب الثلث"([31]).

فاللازم توجيه ما ورد في ترجيح حقّ الأمّ وتقديمه بتخصيصه بالجسمانيات كالخدمة وحسن الإنفاق وأمثال ذلك ، فإنّها لكونها مرأة قليلة الطاقة في تحمّل المكاره الجسمانيّة ، فمراعاة شأنها فيها أولى وأليق ، فافهم.

 

 

 

 

 

 

 

حقوق الزوجين

     وأمّا حقوق الزوجة، فالحقوق الظاهرة الواجبة شرعاً مذكور في كتاب النكاح من علم الفقه ، ونذكرها على نحو الاجمال ومنها القوامة.

        وهي من المسؤوليات الرئيسة التي تحيط بالعلاقة الزوجية مسؤولية القوامة، وهي المرتبة التي امتاز بها الرجل عن المرأة قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ.. ([32]).

        والحكمة من تفضيل الرجال على النساء أن تستقيم أمور الحياة بأن يقوم كل منهما بما عليه مما يتناسب مع خصائصه وقدراته الخلقية.

        فقوامة الرجل هي تكليف للرجل للقيام بأمرين:

        أولاً: للقيام باحتياجات المرأة والاهتمام بتدبير شؤونها، وهذا الأمر يعتبر تشريفًا للمرأة، فلم يكلفها الله بهذه الأمور لتكريمها وللمحافظة عليها وعدم إرهاقها بما هو فوق طاقتها (المرأة ريحانة وليست قهرمانة)، إذًا فالله سبحانه وتعالى أراد للمرأة أن تكون سيدة في بيتها وأميرة مدللة.

        ثانيًا: الرجل مأمور بالمحافظة على المرأة وصونها من الانحراف والمحافظة على عفتها، وتعريفها بما عليها من واجبات وحقوق زوجية، وبأن تحفظه في غيبته، وتقويمها إذا أخطأت في هذه الأمور بالوعظ والنصيحة.

        إن سر قوامة الرجال على النساء في الآية الكريمة هو “ما فضل الله بعضهم على بعض وما أنفقوا من أموالهم”، والمراد بما فضل الله بعضهم على بعض هو ما يفضل ويزيد فيه الرجال بحسب الطبع على النساء، وهو زيادة قوة التعقل فيهم وما يتفرع عليه من القوة والطاقة على الشدائد من الأعمال ونحوها، فإن حياة النساء حياة إحساسية عاطفية،  فيظهر منه أن السر هو وجوب النفقة على الرجل، وأنه هو مسؤول الحفاظ على كرامة العائلة وكل ما يتعلق بشؤونها، ولكن الواجب شرعًا من القيمومة بالنسبة للزوجة هو عدم خروجها من البيت بدون إذنه، وهذا لن يبطل استقلال المرأة بعمل ما تحب وبأن تفعل ما تشاء من غير أن يحق للرجل أن يعارضها في شيء من ذلك إلا في المنكر، فلا جناح عليهن فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف.

        وأما الحقوق على نحو الاجمال وهي ثلاثة أقسام:

        القسم الأوّل:

  1. حقّ الزوج على الزوجة، وهو أن تمكّنه من نفسها للمقاربة وغيرها من الاستمتاعات الثابتة له بمقتضى العقد في أيّ وقت شاء ولا تمنعه عنها إلا لعذر شرعيّ.
  2.  أن لا تخرج من بيتها من دون إذنه إذا كان ذلك منافياً لحقّه في الاستمتاع بها بل مطلقاً

        القسم الثاني: حقّ الزوجة على الزوج، وهو أن ينفق عليها بالغذاء واللباس والمسكن وسائر ما تحتاج إليه بحسب حالها بالقياس إليه.

        وأن لا يؤذيها أو يظلمها أو يشاكسها من دون وجه شرعيّ، وأن لا يهجرها رأساً ويجعلها كالمعلّقة لا هي ذات بعل ولا هي مطلّقة، وأن لا يترك مقاربتها أزيد من أربعة أشهر .

     القسم الثالث:

     حقّ كلّ من الزوجين على الآخر، وهو (القَسْم) أي بيتوتة الزوج عند زوجته ليلة من كلّ أربع ليالٍ على ما سيأتي تفصيله، فهذا حقّ مشترك للزوجين، يجوز لكلٍّ منهما مطالبة الآخر به ويجب عليه الإجابة، ولو أسقطه أحدهما كان للآخر مطالبته وتركه، بخلاف الحقوق المختصّة بكلٍّ منهما، فالنفقة مثلاً حقّ للزوجة يسقط بإسقاطها ولا يجب عليها القبول لو أنفق، والتمكين مثلاً حقّ للزوج يجوز له التخلّي عنه ولا يجب عليه القبول لو مكّنت الزوجة بخلاف حقّ القَسْم.

     ولكن هذه الحقوق تتعلق فائدتها ببقاء أصل كيان العلقة الزوجية ولا تحقق السعادة بل السعادة مبنية على المعاشرة المعروف، وقد أشار السيّد السجّاد عليه السلام إليها إجمالاً ، فقال:

     « وأمّا حقّ الزوجة فأن تعلم أنّ الله جعلها لك سكناً وأنساً ، فتعلم أنّ ذلك نعمة من الله تعالى عليك فتكرمها وترفق بها ، وإن كان حقّك عليها أوجب ، فإنّ لها عليك أن ترحمها لأنّها أسيرك وتطعمها وتكسوها ، وإذا جهلت عفوت عنها».

     وحقوق الزوج وإن كانت أعظم وأكثر كما أشار إليها السجّاد عليه السلام  وتكفّلت لبيانها مفصلّاً كتب الفقه، الا أنّ الله تعالى يداقّ الناس على قدر عقولهم ، فإذا كان عقلك أتمّ وسلطنتك عليها أكثر كنت أولى بمراعاة جانبها ، وأحقّ بالاحسان إليها والمداراة معها.

 

حقّ الجوار قريب من حقّ الرحم

     فإنّ له حقاً وراء حقّ المسلم على أخيه المسلم. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « الجيران ثلاثة : جار له حقّ واحد ، وهو الجار المشرك له حقّ الجوار ، وجار له حقّان ؛ حقّ الجوار وحقّ الاسلام وهو الجار المسلم ، وجار له ثلاثة حقوق ؛ حقّ الجوار وحقّ الاسلام وحقّ الرحم ، وهو الجار المسلم ذوالرحم »([33]).

     وقيل : إنّ فلانة تصوم النهار وتقوم الليل الا أنّها تؤذي جيرانها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: « هي في النار »([34]).

     وقال صلى الله عليه وآله وسلم: « ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع»([35]).

     ولا ينحصر حقّه في كفّ الأذى، فإنّه حقّ كلّ أحد، بل لابدّ من الرفق وإسداء الخير وتشريكه فيما يملكه ويحتاج هو إليه من المطاعم، وعيادته في المرض، وتعزيته في مصيبته وتهنئته في مسرّته والصفح عن زلّته وستر عورته والمعيار الكلي رضاؤهم عنك.

 

حق المعلم

     وممّا ذكر يظهر أنّ حقّ المعلّم أعظم لكونه روحانياً محضاً.

     قال السجاد عليه السلام: « وحقّ سائسك بالعلم التعظيم والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه، وأن لاترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ، ولاتجالس له عدوّاً، ولا تعادي له وليّاً، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنّك قصدته وتعلّمت علمه لله لا للناس.

     إلى أن قال عليه السلام:  « وأما حقّ رعيّتك بالعلم فأن تعلم أنّ الله عزّوجلّ إنّما جعلك قيّماً لهم فيما أتاك من العلم ، وفتح لك من خزائنه ، فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقّاً على الله عزّوجلّ أن يسلبك العلم وبهاءه ، ويسقط من القلوب محلّك ... الحديث».

     « فالمتعلّم منك ولد روحاني لك، كما أنّ معلمك والد روحاني لك ، والتفاوت بين حقوقهما وحقوق الوالد والولد الجسمانيين كالتفاوت بين الجسم والروح ، فإن اجتمعتا عظمت الحقوق وواجتمعت »

 

الذكر والدعاء

     وهما ممّا ينبغي إكثارهما للمؤمن، سيّما عقيب الصلوات المفروضة، والآيات والأخبار الدالة على فضلهما كثيرة غنيّة عن البيان، والنافع من الذكر ما كان دائماً أو غالباً حتّى يتمكّن في القلب مع حضوره وفراغ البال والإقبال إلى ذي الجلال حتّى يتجلّى له عظمته وجلالته فينشرح صدره بنوره، وهو غاية الغايات ونهاية ثمرة العبادات.

     أهمية التعقيبات :

     وقد اكرمنا الله بولاية محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم حيث علمونا من الادعية والاذكار ما لو التزم به المؤمن لاستوعبت جميع حوائجه وهمومه الدنيوية والأخروية، فأدعية أيام الأسبوع والتعقيبات كفيلة بتذكير المؤمن بجميع حوائجه وتدعوه لعرضها الله في قالب رصين من المعاني والقيم الرابطة بينه العبد ومعبوده.

        موارد استجابة الدعاء

     ومن الأوقات العظيمة التي ينبغي فيها طلب الحوائج أوقات الفرائض وعقب كل صلاة وعند قبر الأبوين وعند قبور المعصومين عليهم السلام وفي أوقات الفضيلة كشهر رمضان وليلة النصف من شهر شعبان وغير ذلك.

     الأذكار

     الأذكار كثيرة كالتهليل والتمجيد والتسبيح والتكبير والحوقلة والتسبيحات الأربع وأسماء الله الحسنى وغيرها. وقد ورد في فضل كلّ منها أخبار لاتحصى.  والمداومة على كلّ منها توجب صفاء للنفس وانشراحاً للصدر، وكلّما كانت دلالته على جلاله وعظمته أكثر كان أفضل، ولذا صرّحوا بأنّ أفضل الأذكار التهليل لدلالته على التوحيد المشتمل على كلّ صفة كمال.

     وأمّا الدعاء فهو مخ العبادة، ولذا ورد في فضله ما ورد، والأدعية المأثورة عن الأئمّة الأطهار كثيرة مذكورة في كتب الأدعية المشهورة، ولايتصوّر شيء من مطالب الدنيا والآخرة إلا وقد وردت منهم.

     وله آداب وشروط كالترصّد للأوقات والأماكن المشرّفة، والتطهّر، واستقبال القبلة، ورفع اليدين بحيث يرى باطن الإبطين، وخفض الصوت بين الجهر والإخفات، وأن لايتكلّف السجع في الدعاء، وأن يكون في غاية الخضوع والخشوع واليقين بإجابة الدعاء، وصدق الرجاء، والإلحاح فيه وتكريره ثلاثاً، وافتتاحه بالذكر والتمجيد، ولايبتديء بالسؤال، وأن يتوب ويردّ مظالم العباد، ويقبل إلى الله بكنه الهمّة، وهو السبب القريب للإجابة، وأن يكون طعمه ولبسه من الحلال، وهو أيضاً من عمدة الشرائط.

     ففي النبوي صلى الله عليه وآله وسلم: « أطب طعمتك تستجب دعواتك».

     وتسمية الحاجة والتعميم في الدعاء والبكاء وهو أيضاً سيّد الآداب، وأن يقدّمه على حصول الحاجة، وأن لا يعتمد في حوائجه على غيره تعالى وأن يتقن الذكر وذلك أن يوضح الحروف والمخارج بتأنٍ.

     ومن الادعية التي ينبغي المداومة عليها:  تسبيحة الزهراء ودعاء الندبة والدعاء للفرج ودعاء كميل  ودعاء سمات.

 

العلاقة بالقران

     في تلاوة القرآن، ولا حدّ لثوابه، والأخبار فيه كثيرة لاتحصي، وكيف لايعظم أجره وهو كلام الله ربّ العالمين، حامله روح الأمين، والمرسل إليه محمّد بن عبدالله خاتم النبيّين صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مشتمل على حقائق وأسرار لاتحملها الا قلوب الأحرار.

     وادون ما يجب على الخطيب وعالم الدين القيام به هو قراءته بصورة سليمة وذلك بتعلم الكيفية الصحيحة في نطق كلماته واحكام آياته.

        لكنه إن قصر في حق نفسه ولم يتقن قراءته بصورة سليمة فلا أقل يجب عليه شرعاً وذوقاً أن يتقن الآيات التي سوف يتلوها فوق المنبر مما يحتاج له من شواهد وأدلة قرانية.

        كما ينبغي عليه أن ينور قلبه بقراءة آياته كل يوم ما أمن فله أثر عظيم يشهد بتأثيره الكامل في القلب العقل والنقل والاعتبار، إلا أن لها آداباً ظاهرة وباطنة.

     فمن الأولى : الوضوء والوقوف على هيئة الأدب والطمأنينة قائماً كان أو جالساً، مستقبل القبلة مطرقاً رأسه غير متربع ولا متكيء، والترتيل والبكاء والجهر المتوسط لو أمن من الرياء ، وإلا فالسر ، وتحسين القراءة ، ومراعاة حق الآيات ، فإذا مر بآية السجود سجد، وآية العذاب استعاذ، وآية الرحمة طلب، وآية التسبيح أو التكبير سبح أو كبر، وآية الدعاء والاستغفار دعا واستغفر، وافتتاح القراءة بالاستعاذة ، وعند الفراغ « صدق الله  العلي العظيم وصدق رسوله الكريم »، وسائر ما ورد من الأدعية المأثورة.

ومن الثانية : فهم عظمة الكلام وعلوه وفضل الله ولطفه بنزوله من عرش جلاله إلى درجة أفهام خلقه.

 

العلاقة بالمعصومين

     لا شك أن المعصومين عليهم السلام هو حجج الله لنا على الله ولله علينا كما أنهم الصورة المثلى التي يجب على كل سالك للكمال ان يدقق في تفاصليها وأن يتتبع منهجها ليصل للكمال المنشود الذي خلقنا من أجل الوصول إليه اذا عرفت ذلك فأعلم أن لنا بهم عدة جهات تدل على حاجتنا لهم ونذكر منها جهتين :

     الأولى: أنهم المبلغون عن الله عزوجل .

     الثانية: أنهم النموذج الكامل للإنسان الذي يجب علينا أن نسير على وفقه وأن نقتدي به في حياتنا.

وكل جهة من الجهتين السابقتين تقتضي حقوقاً وواجبات كثيرة.

أما الجهة الأولى: فعلاقتنا بهم علاقة المحتاج للوصول الى المعالم الإلهية فمن أراد الله بدئ بكم، ولا يستقيم للإنسان الوصول الى اللطف والتكليف الإلهي الا من خلالهم.

     وعليه يجب على كل مكلف معرفة قدرهم ومنزلتهم وعظم محلهم عند الله وجليل شرف وجودهم لنا حيث أن تعظيم قدرهم في الواقع تعظيم لله ولطريقه الموصل اليه وهم الطريق المؤدي لله سبحانه وتعالى فيجب تعظيم قدرهم وتأصيل ولايتهم في النفوس، كما يجب اضعاف أي طريق يؤدي في توهينهم لان ذلك توهين للدين والطريق المؤدي للدين.

     فولايتهم واجب شرعي وعقلي كما أن البراءة من أعدائهم واجب شرعي.

     وأقل ما يجب علينا الاعتقاد به من هذه الجهة أنهم الحجج المنصبون من قبل الله فليس لنا في اختيارهم نصيب.  

     كما يجب الاعتقاد بعصمتهم حتى لا يتسرب الشك لأوامرهم ونواهيهم بل يجب علينا التسليم المطلق لهم في كل ما يصدر عنهم ولهذا أمر الله بطاعتهم بدون قيد أو شرط فقال تعالى: { قل اطيعوا الله ....}الآية.

     وأما الجهة الثانية: إنهم التجسيد العملي للقيم الإسلامية، وهذا يقتضي علينا أن ننظر لحياتهم كنظرتنا للقران لأنهم مع القران يشكلان الدستور والتطبيق لذلك الدستور. وهنا يظهر لنا أنهم الأكمل وأن مقامهم يجب أن يكون دائما هو المقام الأعلى وأننا غير قادرين على الوصول لمنزلتهم في العلم والعبادة لله سبحانه وتعالى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الإمام الحجة

     وللإمام الحجة وصاحب الأمر وولى الله القائم عليه السلام شأن مخصوص وذلك أنه إمام عصرنا والولي الناصح الذي نرفل في ألطاف وجوده المبارك.

     فعلينا ان نعيش قضيته ونتلمس وجوده المبارك وأن نكون في منازل القرب منه عليه السلام.

     هذا كله بخصوص علاقتنا بهم بلحاظ حاجتنا لهم، وأما العلاقة بهم مع الاعتقاد بوقوع الموت عليهم، فاعلم أنّ النفوس القدسيّة سيّما نفوس الأئمّة عليه السلام المعصومين من أدناس كل خطيئة إذا فارقوا أبدانهم واتّصلوا بعالم القدس والمجرّدات صارت غلبتهم وإحاطتهم بهذا العالم أقوى ولهم التمكّن من التصرّف في عالم الملك والملكوت وتغيّر أجزائه عن مقتضى طباعها بعد مماتهم ، كما كان في حال فهم { أحياء عند ربّهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله } ([36]) وذلك يوجب هبوب نسائم ألطافهم وفيضان رشحات أنوارهم على الخلّص من قاصديهم وزوّارهم وشفاعتهم في غفران ذنوبهم وستر عيوبهم وكشف كروبهم ، مع ما فيه من صلتهم وبرّهم وتجديد عهد ولا يتهم وإعلاء كلمتهم وتشميت أعدائهم.

 

     وكيف لاتكون من أعظم القربات ولو لم يكن الا من حيث كونه زيارة المؤمن لأجل إيمانه لكفى في عظيم الأجر والثواب، فكيف بزيارتنا لهم صلوات الله وسلامه عليهم وهم المعصومين والمنزهون عن الخطايا والأدناس والمطهّرين عن المعاصي والأرجاس مع مالهم من الحقوق الكثيرة على الناس وتحمّلهم المشاقّ العظيمة في إرشاد الضالين وتنبيه الجاهلين مع كونهم أئمّة وقدوة للمسلمين، حججاً من الله على العالمين والمخلوق لأجلهم الأرض والسماء وأبوابه التي منها يؤتى، وأنواره التي بها يستضاء ، أدلاء العباد وأمناء الله في البلاد والأسباب المتّصلة بينهم وبين ربّ الأرباب.

     هذا مع ورود الأخبار الكثيرة عنهم في هذا الباب بما هي مذكورة في كتب المزارات للأصحاب.

 

     فإذا عرفت فضل زيارتهم وما فيها من الأسرار فأكثر من التواضع والخشوع والأنكسار عند الدخول إلى مراقدهم الفائضة الأنوار وأحضر في قلبك ما لهم من رفعة الشأن وجلالة المقدار عند الملك الجبّار.

     ثم عظّم جهدهم وجدّهم وسعيهم في إرشاد الناس وتطهيرهم عن الذمائم والأرجاس وإعلاء كلمة الله وتقويتها على مكائد الخنّاس.

     ثم اطّلاعهم على ما في ضميرك من خير وشرّ ومجازاتهم إيّاك على وفق ما تقصده من نفع أو ضرّ فأخلص نيّتك في زيارتهم وأحضر في قلبك معاني ما تلفظه في مخاطبتهم، فإن ادعيت محبّة وولاية أو طاعة واقتداء فاحترز عن أن تكون كاذباً في دعواك مستحقّا للمقت والسخط في عقباك.

     ثم أحضر ما وصل إليهم من أعدائهم من المشاقّ والمتاعب والظلم والغصب والاستيلاء على حقوقهم التي خصّصهم الله بها وقتلهم وأسرهم وفعل أنواع الأذى بالنسبة إليهم وتحمّلهم لها مع قدرتهم على دفعهم ودفعها محبّة لله وإطاعة لأمره وشوقاً في هداية الضعفاء ممّا اهتزّ به عرش ربّ العالمين وبكت عليه كافّة أهل السماوات والأرضين ، وكذا سائر الأئمّة الطاهرين فتذكر مصائبهم وترقّ لهم وتبكي عليهم وتلعن على أعدائهم وظالميهم لعناً صحيحاً وتحبّهم حبّاً عظيماً وتراعي الآداب الظاهرة المذكورة في كتب المزار وتخصّص كلاً منهم بما يليق بشأنه من الإجلال.

        فكن أيدك الله محباً للنبي وأهل بيته، مبغضاً لأعداء الدين ومعادياً لهم.

        ملقناً نفسك أهمية الولاية والبراءة، والحب في الله والبغض في الله، وذلك أن معنى الحب لله متوقف على حصول البغض والعداوة لأعداء الله والنفرة منهم، ليكون الإنسان مؤتمراً بأمر الله سبحانه حيث أمر بالتأسي بالنبي إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى { قد كانت لكم أسوة حسنة فى ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده}.

        وعليك أيها الخطيب أن تكون عارفاً ببعض المقامات الغيبية لأهل البيت، ولا أقل أن تكون معتقداً بأنهم أصحاب غيب مخصوص من قبل الله وأنهم لا يقاس بهم أحد، لتكون بذلك على قدر عال من المسؤولية في أن يجعل من قضية أهل البيت عليهم السلام والإمام الحسين عليه السلام منهجاً قيماً للارتباط بالله، وأسلوب حياة مثالي  للوعي الأخلاقي وينبوعاً ينهل منه المتعطشون لمعاني و تعاليم الدين الحنيف.

     ومن مظاهر ذلك زيارة مشاهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الطاهرين عليه السلام.

ومن الزيارت التي ينبغي المداومة عليها، والزيارة الجامعة، وزيارة عاشوراء، وزيارة آل ياسين.



([1]) النحل : 105.

([2]) التوبة : 77.

([3]) البحار : 72 / 263 نقلاً عن جامع الأخبار ، مع اختلاف.

([4]) الكافي : 2 / 340 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكذب ، ح 11

([5]) الكافي : 2 / 338 ، كتاب الإيمان واكفر ، باب الكذب ، ح 2.

([6]) الكافي : 2 / 339 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكذب ، ح 3.

([7]) البحار : 72 / 263 نقلاً عن جامع الأخبار.

([8]) الوسائل : كتاب القضاء : الباب 4 من أبواب صفات القاضي ، ح 6.

([9]) الكافي : 1 / 58 ، كتاب فضل العلم ، باب البدع والرأي والمقائيس ، ح 17

([10]) الحاقة : 44 ـ 46.

([11]) وظيفة المكلّف في أمثال هذه الموارد الرجوع إلى مقلّده.

([12]) سورة الأنبياء: آية 63.

([13]) الأنبياء : آية 63.

([14]) سورة الرعد: آية 27.

([15]) راجع الكافي:  2 / 290 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب أصول الكفر وأركانه ، ح 4 ، والمصنف نقله بالمعنى.

([16]) الكافي: 2 / 347 ـ 348 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب قطيعة الرحم ، ح 7 مع تلخيص.

([17]) الكافي: 2 / 151 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ح 7.

([18]) المحجة البيضاء : 3 / 430 ، نقلاً عن الكافي : 2 /

([19]) الكافي : 2 / 156 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب صلّة الرحم ، ح 29.

([20]) الكافي : 2 / 157 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب صلّة الرحم ، ح 31.

([21]) الكافي : 2 / 151 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب صلّة الرحم ، ح 9.

([22]) جامع السعادات : 2 / 263.

([23]) جامع السعادات : 2 / 263 ، وفيه : « والداه » في الموضعين.

([24]) المحجة البيضاء : 33 / 4334.

([25]) المحجة البيضاء : 3 / 435 ، وفيه : « دعوة الوالدة ».

([26]) الكافي : 6 / 48 ، كتاب العقيقة ، باب حق الأولاد ، ح 33.

([27]) الكافي : 6 / 50 ، كتاب العقيقة ، باب برّ الأولاد ، ح 6.

([28]) الكافي : 6 / 49 ، كتاب العقيقة ، باب برّ الأولاد ، ح 2.

([29]) المحجة البيضاء : 3 / 451 ، نقلاً عن الفقيه : 2 / 621.

([30]) المحجة البيضاء : 3 / 450 ، نقلاً عن الفقيه : 2 / 622.

([31]) مستدرك الوسائل -الميرزا النوري- ج15 ص181.

([32]) سورة النساء: آية 34.

([33]) راجع المحجة البيضاء : 3 / 422

([34]) المحجة البيضاء : 33 / 423.

([35]) الكافي : 8 / 66 ، كتاب العشرة ، باب حق الجوار ، ح 14.

([36]) سورة آل عمران:  آية 104.

 

 

 

 


  

   أضف مشاركة

حفل تخرج 1440 هـ


محرك البحث

مواقع التواصل الاجتماعية

صور عشوائية من معرض الصور

الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
عقد قران الولد مجتبى 7
حفل تخريج الدفعة 26 المستوى الأول في تعاليم الخطابة الحسينية
فضيلة الشيخ محمد حسن الفردان - الربيعية
عاشوراء 1432 - سيهات -  مسجد الإمام الجواد  10
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
حفل تخريج الدفعة الثانية عشر
حفل تخريج طلاب عام 1440
زواج السيد حسين العوامي في قم المقدسة 4

تغيير القالب