نيابة الألف عن الفتحة
قال : وَأَمَّا الألِفُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَّصْبِ في الأسْمَاءِ الْخَمْسَةِ ، نَحُوَ " رَأَيْتُ أَبَاكَ وَأَخَاكَ " وَمَا أَشْبَهَ ذلِكَ .
وأقول : قد عرفْتَ فيما سبق الأسماء الخمسةَ ، و شَرْطَ إعرابها بالواو رفعاً والألف نصباً والياء جَرًّا ، والآن نخبرك بأن العلامة الدالة علي أن إحدى الكلمات منصوبة ٌ وجودُ الألف في آخرها ، نحو " احْتَرِمْ أَبَاكَ " و " انْصُرْ أَخَاكَ " و"زُورِي حَمَاكِ " و "نَظِّفْ فَاكَ " و "لاَ تَحْتَرِمْ ذَا الْمَالِ لِمَالِه " فَكُل من " أباكَ ، وأخاك ، وحماك ، وفاك ، وذا الْمَال " في هذه الأمثلة ونحوها منصوبٌ ؛ لأنَّه وقع فيها مفعولاً به ، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة ، وكل منها مضاف ، وما بعدُه من الكاف ، و " الْمَال" مضاف إليه
وليس للألفِ موضع تنوب فيه عن الفتحة سوي هذا الموضع .
نيابة الكسرة عن الفتحة
قال : وَأَمَّا الْكّسْرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَصْبِ في جَمْعِ المُؤَنَثِ السَّالِمِ .
وأقول : قد عرفت فيما سبق جَمْعَ الْمُؤَنَّثِ السالم ، والآن نخبرك أنه يمكنك أن تستدلَّ علي نصب هذا الجمع بوجود الكَسْرَة في آخره ، وذلك نحو قولك " إِنَّ الْفَتَيَاتِ الْمُهَذَّبَاتِ يُدْرِكْنَ الْمَجْدَ " فكُلٌّ من " الفتيات " و " المهذبات " جمعُ مؤنثٍ سالمٌ ، وهما منصوبان ؛ لكون الأول اسْما لأِنّ ، ولكون الثاني نعتاً للمنصوب ، وعلامة نصبهما الكَسْرَة نيابة عن الفتحة.
وليس للكَسرة موضع تنوب فيه تنوب فيه عن الفتحة سوي هذا الموضع .
نيابة الياء عن الفتحة
قال : وَأمَّا الْيَاءُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَصْبِ في التَّثْنِيَةِ وَ الْجَمْعِ .
وأقول قد عرفْتَ المثني فيما مضي ، وكذلك قد عرفتَ جمع المذكر السالم و الآن نخبرك أنه يمكنك أن تعرف نصْبَ الواحد منهما بوجود الياء في آخره ، والفرق بينهما أن الياء في المثني يكُونُ ما قبلها مفتوحاً وما بعدها مَكْسُوراً ، والياء في جمع المذكر يكون ما قبلها مكْسُوراً وما بعدها مفتوحاً .
فمثال المثني " نَظَرْتُ عُصْفُورَيْنِ فوق الشجرة " ونحو " اشتري أبي كِتَابَيْنِ أحدهما لي والآخر لأخي " فكلٌ من " عصفورين " و "كتابين " منصوب لكونه مفعولاً به ، وعلامة نصبه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها ، لأنه مثني ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
ومثال جمع المذكر السالم " إن الْمُتَّقِينَ لَيكْسِبُونَ رِضَا رَبِّهِمْ " ، ونحو : " نَصَحْتُ المجتهدِينَ بالانْكِبَابِ عَلَي المُذَاكرةِ " فكُلٌّ من " المتّقين " و " المجتهدين " منصوب ؛ لكونه مفعولا ًبه، وعلامة نصبه الياءُ المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسْمِ المفرد .
نيابة حذف النون عن الفتحة
قال : وَأمَّا حَذْفُ النُّونِ فَيَكُون عَلاَمةً لِلنَّصْبِ في الأفْعَالِ الْخَمْسَةِ التي رَفْعُهَا بثَبَاتِ النُّونِ .
وأقول : قد عرفت مما سبق ما هي الأفعال الخمسة ، والآن نخبرك أنه يمكنك أن تعرف نَصْبَ كل واحد منهما إذا وجدت النون التي تكون علامةَ الرَّفْعِ مَحْذوُفَة ، ومثالها في حالة النصب قولُكَ : " يسرني أن تَحْفَظُوا درُوسَكُمْ " . ونحو : " يُؤلِمُني مِنَ الْكَسَالَى أن يُهْمِلُوا في وَاجِبَاتِهِمْ " ، فكلٌّ من " تحفظوا " و" يهملوا " فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ ، وعلامة نصبه حذف النون ،و واو الجماعة فاعل مبني علي السكون في محل رفع .
وكذلك المتصل بألف الاثْنين ، نحو " يَسُرُّني أنْ تَنَالاَ رَغَبَاتِكُمَا " والمتصل بياء المخاطبة ، نحو : " يُؤْلِمُنِي أَنْ تُفَرِّطِي في وَاجِبِكِ " ، وقد عَرَفْتَ كيف تُعْرِبُهُما .