بسم الله الرحمن الرحيم
واقعة كربلاء
كيف نكون من أدوات انتصار الإمام الحسين )
مسجد الإمام الجواد- اللجنة الإعلامية- معصومة المقرقش
بدأ مسجد الامام الجواد عليه السلام بحي قرطبة بقراءة المجلس الحسيني بعد صلاة العشائين مباشرة حيث القى سماحة الشيخ محمد المشيقري بحثا من وحي المناسبة بدأه بسؤال حول امكانية المشاركة في تخليد قضية الامام الحسين عليه السلام , وبعدها وضح سماحته ذلك من خلال حديثه , نعم يمكنا أن نشارك في تخليد قضية الامام الحسين عليه السلام من خلال عدة قنوات أهمها :
1/ فهم واقعة كربلاء والسعي لفهمها بطريقة وفهم عميق , حقيقة الواقعة ومالها من ملابسات غيبية مردود إلى عالم الأسرار , فنحن ندرك أن هناك اسرار غيبية ومادامت سراً غيبياً فلن يطلع عليه احدا مادام سراً ولكن هناك مساحة ضخمة يمكن للناس ان يستفيدوا من خلالها لعطاء الحسين , وأما ماينبغي تأصله في النفس اتجاه هذه الواقعة أن ندرك أن لها من الوقائع قيمة , ولهذا لا ينبغي للصالح والمؤمن والعارف بقضية الإمام الحسين عليه السلام أن يقارن بمقارنة توحي بقرب المنزلة بين أي شهيدٍ أو مقتول وبين شهداء الطف , وذلك أن هؤلاء نخبة الله التي انتخب لا يدانيهم أحد , فلا يشبهون أحداً ولا يشبههم أحد , لعظم المنزلة التي وصلوا إليها .
بالتالي لا بد أن أفهم كربلاء فهماً عميقاً وإن لم اقدر فعلى الأقل أدرك من خلال العلامات أنها تحمل مضموناً ومرتبة من الفضل تقتصر عنها الأفهام , من خلال التأمل كما ذكر في الليلة السابقة من خلال الاعلام الآلهي أولاً ثم من خلال التأثر الكوني بقضية الحسين ثانياً
ثم من خلال تكدير ذكره في النفوس ثالثاً وما إلى ذلك من علامات توحي بعظم هذه الواقعة .
2/ علينا أن نفكر بالاسلوب الأمثل في تخليد قضية الإمام الحسين عليه السلام فعلينا أن نتأمل في الأوامر الواردة عن أهل البيت وافهم بماذا امرونا ومالذي يريده أهل البيت منّا من طريقة في تخليد قضية الامام الحسين , وإذا رجعنا لأوامر اهل البيت
اعتنوا أكثر ما اعتنوا بقضية ( الاتصال العاطفي ) الدمعة , البكاء , حتى ورد " أني عبرة لكل مؤمن ومؤمنة " ويقول الإمام الصادق ( ع ) : " رحم الله شيعتنا فإنهم شاركونا فعنوان الشراكة هنا , الشركة بين الشيعة وبين اهل البيت في تخليد ذكرى الحسين إنما كما ذكرها الإمام الصادق من خلال طول البكاء , لهذا علينا أن ندرك أن اهل البيت ارادوا أن يعموا في أنفسنا الجنبة العاطفية وادرار الدمعة وتعميق جانب الحزن , وذلك لقيمة الأثر العاطفي في توجيه الإنسان فلا ينبغي الاستخفاف بالجانب العاطفي لأن العواطف من جملة ما يساعد في توجيه الإنسان ولما لها الاثر في السلوك ,وذكر سماحته مثالا على ذلك بما فعله معاوية بن ابي سفيان في الشام واستمالة اهلها له من خلال عاطفته حيث اخرج لهم " قميص عثمان " فستثمر عواطفهم ووجههم نحو مايريده .
ثم شدد بقوله : " أن الله اراد من الناس أن يعيشوا قلبا وقالبا مع أهل البيت عليهم السلام , من خلال شدة عنايتهم بالجنبة العاطفية , والاسلوب الامثل في تخليد قضية الامام الحسين ويظهر ذلك واضحا من خلال الاجر والثواب الذي جعل جزاء الدمعة مستدلا بشاهدٍ مروي عن الامام الصادق حين دخل عليه ابو هارون المكفوف والذي طلب منه الامام ان ينشده شيئا في الحسين " .
فهذه الاوامر من اهل البيت في " ادرار الدمعة " الدور المركزي والرئيسي في تخليد الذكرى العطرة والتوجه نحو الحسين عليه السلام .
3/ حتى نكون مشاركين في تخليد القضية لابد أن نُفعل في مثل هذه الايام المصادر والقنوات التي توصل في النهاية إلى اهل البيت وهذه المصادر أنما هي عبارة عن أقوال و مراجع وتاريخ أهل البيت عليهم السلام , كما أن ذكر الحسين يعزز الولاية والانتماء ويغرس في النفس الصلاح وتهذيب السلوك وختم سماحته بحثه قائلا: " فهل نشارك نحن في عملية الإصلاح لأنفسنا هل نحقق لواقعة كربلاء عملية التهذيب التربوي والإصلاح الذاتي لأنفسنا , لنكون لبنة بل محققين أهداف الحسين حينها علينا أن نحقق أهداف الطف وأن نقف وقفة مع أنفسنا نهذبها لنصل من خلالها لهدف الحسين وغايته ليكون الحسين بّنا منتصراً يكون الحسين بها باقياً .
بعدها توجه سماحته بقراءة حسينية تناولت خروج الإمام وأهل بيته من المدنية المنورة وخوفه من أن يقتل بها وتوديعه لبقية أهله وأبنته فاطمة عليها السلام وكأن هذا الوداع وداعا لا رجعة فيه .
فالسلام عليك يا أبا عبد الله الحسين وعلى أهل بيتك واصحابك








