الاخلاص - الجبن والشجاعة والتهور - التسرع

 

المشرف العام

الاخلاص - الجبن والشجاعة والتهور - التسرع

2/3/2021 - 12:00 ص     595

الإخلاص شرط في النيّة.

        والنية هي أساس العمل وهي الداعي لصدور العمل عند الإنسان وهذا الداعي المحرك نحو العمل هو الأساس في تقييم العمل، وبه رفعة العمل وانحطاطه، فقبول العمل عند الله ورده يكون بحسب النية، حيث أن إجادة العمل لا يكفي في القبول إلا مع الإخلاص، كما أن الثواب في الآخرة مرهون بها، وعليه  يجب على الخطيب أن يكون مخلصاًفي أموره، وذلك بأن يكون الداعي عنده في رقيه المنبر الشريف بل الداعي عنده في كل أفعاله وأقواله هو خدمة أهل البيت عليهم السلام ليحصل بذلك على الثواب والتوفيق والحصول على عناية أهل البيت عليهم السلام.

        قال تعالى:  { وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }([1]).

        وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « قال الله تعالى : الإخلاص سرّ من أسراري استودعته قلب من أحببته من عبادي ([2])».

     وكفاه فضلاً أنّ الشيطان اللعين لم يستثن إلا المخلصين ، قال تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِك َلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} قال تعالى: { إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}([3]). فلا يتخلّص العبد من حبائله إلا بالإخلاص.

    

     وللمخلصين في خدمة الحسين عليه السلام علامات كثيرة ومنها:

  •  دوام مراقبة النفس وتربيتها على الفضائل.
  •  القوة في مواجهة النكسات.
  •  الرضا القلبي بنجاح الآخرين.
  •  محبة خدمة الآخرين والسعي لبذل جميع الخبرات لأصحاب الصنف.

        وكل واحد من هذه الأمور علامة على الإخلاص فبمقدار ما يفقد منها فإنه بنفس المقدار يتأثر في الإخلاص، وكما أنه إذا كان الداعي لتعلم الخطابة شيء آخر فسوف تنقلب وسائل النجاح لأهداف والعكس لو حصل الإخلاص فكل طرق النجاح سوف تكون وسائل.

 

     مراتب الأخلاص

     وأدون مراتبه هو أن يكون الداعي للفعل الترك هو قصد القربة لله وهو ما يذكره المراجع في رسائلهم العملية.  ولا تنافيه الضميمة إذا لم تؤثر في دعاوية الداعي وأعلاها أن تنظر للناس كبهائم ولحطام الدنيا نظرة الزاهدين.

     واعلم أنّ العمل الذي لايراد به الا الرياء فهو سبب العذاب قطعاً ، والخالص لوجه الله سبب الثواب والتقرّب إلى ربّ الأرباب جزماً.

 

التهور والجبن

     التهور أحد الجنسين من طرف الافراط التهوّر، ويدلّ على ذمّه مادلّ على وجوب حفظ النفس عقلاً ونقلاً على أن من لا يتبع العقل في المحافظة عن الأخطار والمهالك أو لايخاف عن الزلازل العظيمة والصواعق المزعجة وأمثالها أصلاً يستحقّ أن يطلق عليه اسم الجنون والوقاحة.

     وعلاجه بعد تذكّر مفاسده الدنيوية والأخروية تقديم التروّي في جميع أفعاله وارتكاب ما يجوّزه العقل دون ما يمنعه وربّما احتاج المتهور في دفع التهور عنه إلى الحذر حتى عن بعض ما يجوّزه العقل تدريباً للنفس على التروي إلى أن يقرب من الاعتدال فيأخذ بالشجاعة التي هو الوسط ويحتاط فيه حتى لايقع في جانب التفريط.

     الجبن أي سكون النفس عن الحركة إلى الانتقام وغيره مع كونها مطلوبة.  وهو من المهلكات العظيمة، ويتبعه من اللوازم الذميمة مهانة النفس والذلّة، وسوء العيش، وطمع الناس فيما يملكه، وقلّة الثبات في الأمور، والكسل، وحبّ الراحة الموجبة للحرمان عن السعادات، وتمكين الظالمين من الظلم عليه، وتحمّل الفضائح في العرض والمال والعيال ، وعدم مبالاته بها ، وتعطيل مقاصده. والأخبار في ذمّه والاستعاذة منه في الدعوات كثيرة.

     وعلاجه: تهييج الغضبية بما يبعث عليه لا متناع كون النفس عادمة لها بالمرة، غاية ما في الباب ضعفها ونقصها في بعض المواد، فتزيد وتهيّج بالتحريك والتهييج، كما يلتهب النار الضعيف وتتوقّد بالتحريك أو المتواتر، وقد نقل عن بعض الحكماء أنهم كانوا يخوضون في الأخطار العظيمة دفعاً لهذه الرذيلة وطلباً لما يقابلها من الفضيلة.

     وعن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: « إذا خفت أمرً فقع فيه ».

     وممّا يجرّىء المرء إكثاره ذكر الموت وأنه عاقبة كلّ حيّ وأن الآجال مقدّرة لا تزيد ولا تنقص.

 

في ذكر الشجاعة

     الشجاعة إحدى الفضائل الأربع النفسانية وهي جنس لفضائل القوّة الغضبيّة.

     وقد عرفت أنها عبارة عن تعديلها بإطاعتها بالقوّة العقلية في الاقدام على الأهوال وسكونها تحت أمرها ونهيها.

     وقد تقدّم في الفصول السابقة ما يكفيك في معرفة فضيلتها ، كما يظهر لك في الفصول الآتية أيضاً.

     وبديهة العقل تشهد بحسنها ، وأن بها يتم الرجولية والفحلية ، وكفاه مدحاً كونه من أظهر صفات أميرالمؤمنين عليه السلام وذرّيته الطيّبين سلام الله عليهم أجمعين، وقد قال الله تعالى في مدح جماعة من المؤمنين: { أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم }.([4]) وقال الحسن بن علي عليه السلام في وصف أخ له:  « كان ضعيفاً مستضعفاً فإذا جاء الجدّ كان ليثاً عادياً »([5]).

     وهذا اوضح صور السيطرة على الغضب وتجنيده لله سبحانه وتعالى.

     وعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: « ثلاث خصال من كنّ فيه استكمل خصال الايمان : إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا غضب لم يخرجه الغضب عن الحقّ ، وإذا قدر لم يتعاط ماليس له ».

 

التسرع

     العجلة وهي المعنى الواقع في القلب الباعث على الاقدام على الأفعال بأوّل خاطر من دون تأمّل وتدّبر، وهي من لوازم ضعف النفس، وقد أهلك بها الشيطان أكثر بني نوع الانسان.  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:« العجلة من الشيطان والتأنّي من الله».

     والعقل يحكم بأنّ العمل لابدّ وأن يكون بعد البصيرة والتروّي الموقوفين على التأمّل والتأنّي ، وهما ضدّان للعجلة ، فمن استعجل في أمره لقيه الشرّ من حيث لايعلم ، والتجربة خير شاهد بأن ما يصدر عن العجلة يورث الندامة والخسران بخلاف التأنّي وأنّ كل خفيف عجول لاوقع له في القلوب.

 

     وعلاجها:  بعد تذكّر فسادها وسوء خاتمتها وتأديتها إلى الخفة في أعين الناس والندامة والخسران وتذكر شرافة الوقار الذي هو ضدّها أن يكلّف نفسه بعدم ارتكاب فعل الا بعد عرضه على العاقلة ، والتأمّل في وجوه مصالحها ومفاسدها ، فإذا فعل كذلك مدّة صارت له عادة واتّصف بصفة الوقار والطمأنينة.

 

        كما يجب على الخطيب أن لا يستعجل في اقتحام جميع الساحات العلمية وان لا يتسرع في التصدي لقبول المجالس الا بعد ان يكون مؤهلاً.

        كما لا ينبغي له ان يسوق لأرائه الخاصة به إلا مع التنبيه على ذلك فانه مسؤول عند الله على جميع ما يقول.

        بل يجب عليه ان يعظ الناس ويعلمهم بما هو ثابت بالقطع والجزم لا بالأراء والأنظار وان عظم صاحبها إلا أن ينسبها لصاحبها.



([1]) سورة البيّنة: آية 5.

([2]) المحجّة البيضاء : 8 / 125.

([3]) سورة ص

([4]) سورة الفتح: آية 29.

([5]) الكافي : 2 / 237 ـ 238 ، كتاب الايمان والكفر ، باب المؤمن وعلاماته ، ح 26.     

 

 

 

 


  

   أضف مشاركة

حفل تخرج 1440 هـ


محرك البحث

مواقع التواصل الاجتماعية

صور عشوائية من معرض الصور

حفل تخريج طلاب عام 1440
حفل تخريج طلاب عام 1440
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
حفل تخريج طلاب عام 1440
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1432
حفل تخريج الدفعة الثانية عشر 9
الحفل الختامي لتخريج جميع المستويات عام 1433
حفل تخريج طلاب عام 1440

تغيير القالب